بالتأكيد كان مشهد إصابة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الدقائق الأولى لمباراة برشلونة أمام لاس بالماس في المرحلة السادسة من الدوري الإسباني لكرة القدم، مؤلماً للجميع، لا لمحبي اللاعب وفريقه فحسب، إذ إن ابتعاد نجم مثل ميسي بين 7 و8 أسابيع عن الملاعب يمثّل خسارة كبيرة لكل عشاق اللعب الجميل نظراً للسحر الذي ينثره هذا الأرجنتيني أينما حل.
لكن الخسارة الأكبر طبعاً هي لبرشلونة وخصوصاً أن غياب «ليو» يأتي في توقيت لا يبدو فيه بطل الثلاثية بأفضل أحواله منذ بداية الموسم، وهذا ما يتجلى بخسارته الصاعقة أمام سلتا فيغو 1-4 في الجولة قبل الماضية وفوزه الصعب على لاس بالماس 2-1 في الجولة الأخيرة، فضلاً عن التعادل في المباراة الأولى في دوري أبطال أوروبا على ملعب روما الإيطالي 1-1.
هذه النتائج أتت لتطرح علامات استفهام حول فريق المدرب لويس إنريكي الذي لم يقدّم حتى الآن الأداء الذي يقنع ويطمئن محبيه لبقية الموسم، ولولا تعثرات قطبي مدريد، ريال وأتلتيكو، لكانت نسبة القلق زادت أكثر طبعاً.
لا يخفى هنا أن النجاح المنقطع النظير الذي حققه برشلونة في الموسم الماضي متمثلاً بثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا قد انعكس سلباً في بداية الموسم على لاعبي الفريق لناحية الحافز والإندفاع لتحقيق الفوز، وهذا غير مستغرب ويمكن أن يحصل، لكن الخسارة بالرباعية أمام سلتا فيغو دقّت ناقوس الخطر من أن الأمور تتخطى هذه النقطة وترتبط بنقاط فنية، لعل أولاها في حراسة المرمى، حيث إن الألماني مارك - أندريه تير شتيغن ارتكب الكثير من الهفوات والأخطاء التي تسببت بأهداف. ما يبدو واضحاً أن تير شتيغن «نام على حرير» بعد إصابة منافسه على المركز الأساسي التشيلياني كلاوديو برافو ما أوقعه في الأخطاء بدلاً من أن يستغل الفرصة ليثبت جدارته وكفاءته اللتين بانت ملامحهما في النصف الثاني من الموسم الماضي.

غياب ميسي مناسبة
لنيمار لأداء دوره وإبراز
قدراته القيادية

فضلاً عن ذلك، فإن خط دفاع «البرسا» قدّم صورة ضعيفة حتى الآن تعكسها الأهداف السبعة التي تلقتها شباك الفريق في «الليغا»، وهذا مرّده بالدرجة الأولى إلى تراجع الفاعلية والإنتاجية الهجومية مقارنة بالموسم الماضي، التي كانت كفيلة بكشف نقطة الضعف هذه، وخصوصاً مع عدم ثبات إنريكي على شريك واحد لجيرارد بيكيه في قلب الدفاع بين الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو والفرنسي جيريمي ماثيو ومارك بارترا.
لكن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه الآن طبعاً هو: كيف سيكون شكل وحال «البرسا» لفترة ليست بقليلة من دون ميسي؟
بالتأكيد، فإن غياب النجم الأرجنتيني له أثره في الفريق الكاتالوني، ليس ممكنا في المقابل أن يكون السبب الذي يوقظ الفريق من سباته وأن يمده بالحافز المفقود من بداية الموسم، إذ إن لاعبي برشلونة باتوا مطالبين الآن بمجهود أكبر لتعويض الفارق الذي يخلّفه ابتعاد ميسي، وكذلك فإن إنريكي مدعوّ للتفكير أكثر في الخطط والمعالجات.
من هنا، فإن الترقب هو لمعرفة إن كان إنريكي سيعمد إلى تغيير آني لخطة الفريق وتكتيكه، أم أنه سيقوم فقط بـ «جراحة موضعية» عبر تعويض ميسي بمنير الحدادي أو ساندرو راميريز وإيكال دور الأرجنتيني في الملعب للبرازيلي نيمار، وهي مناسبة بالفعل للأخير لإظهار قدرته على قيادة السفينة الكاتالونية مع معاونة طبعاً من الأوروغواياني لويس سواريز، علماً هنا أن الإبتعاد الطويل لميسي جاء ليؤكد خطأ الإدارة الكاتالونية بالتسرع في بيع بدرو رودريغيز وإعارة الموهوب الكرواتي آلن هاليلوفيتش، وخصوصاً أن من المعلوم أن الفريق لا يمكنه إشراك تعاقداته الجديدة حتى شتاء 2016.
هي خسارة طبعاً أن تُحرم الملاعب، قبل برشلونة، كل هذه الفترة الطويلة من سحر ميسي، لكن هذا الأمر، في المقابل، يثير الإهتمام لمعرفة ما سيصنعه «برشلونة إنريكي» بغياب ملهمه، والمحطة الأولى ستكون الليلة، أوروبياً، باستضافة باير ليفركوزن الألماني.




برنامج الجولة الثانية في دور المجموعات

- الثلاثاء:

* المجموعة الخامسة:
برشلونة الإسباني - باير ليفركوزن الألماني (21,45)
باتي بوريسوف البيلاروسي - روما الإيطالي (21,45)

* المجموعة السادسة:
بايرن ميونيخ الألماني - دينامو زغرب الكرواتي (21,45)
أرسنال الإنكليزي - أولمبياكوس اليوناني (21,45)
* المجموعة السابعة:

بورتو البرتغالي - تشلسي الإنكليزي (21,45)
ماكابي تل أبيب الإسرائيلي - دينامو كييف الأوكراني (21,45)
* المجموعة الثامنة:

ليون الفرنسي - فالنسيا الإسباني (21,45)
زينيت سان بطرسبورغ الروسي - لاغانتواز البلجيكي (21,45)