«نزال عالشارع هالخميس 8 تشرين الأوّل لأنو الشتي جايي». بهذه العبارة، أرفقت المخرجة اللبنانية نادين لبكي (الصورة) الفيديو الذي نشرته أمس على فايسبوك، مستعينة بهاشتاغَي #أنا_مش_زبالة و#طلعت_ريحكتم. الشريط المصوّر الذي لا تتجاوز مدّته الدقيقتين و13 ثانية، يهدف إلى تشجيع المواطنين على المشاركة في التظاهرة التي دعا إليها الحراك المدني في وسط بيروت عند السادسة من مساء الغد.
إلى جانب لبكي، شاركت في هذه المبادرة مجموعة من الوجوه اللبنانية المعروفة في مجالات مختلفة مثل الممثلين طلال الجردي، وبديع أبو شقرا، وميشال أبو سليمان، وكارول الحاج، وريتا حايك، وندى أبو فرحات، وأنجو ريحان، ومصمّمَي الرقص إليسار كركلا، وعمر راجح، والفنانين فؤاد يمين، وزياد سحّاب، وريما خشيش، وخالد مزنّر، والمخرج جاك مارون، الإعلامية ديما صادق، وآخرين.
صحيح أنّ لبكي هي من أطلقت الفيديو على مواقع التواصل الإجتماعي وساهمت في إظهاره بصورته النهائية، لكنّها تؤكد لـ «الأخبار» أنّ المبادرة هي نتيجة جهد جماعي. «كوني داعمة للحراك منذ البداية، تواصل معي عمر راجح والراقصة ميا حبيس (مديرة مهرجان بيروت للرقص المعاصر) ومديرة جمعية «متروبوليس» هانية مروّة واجتمعنا جميعاً إضافة إلى الناشط سامر عبد الله، وزوجي خالد مزنّر، وبديع أبو شقرا، وزياد سحّاب والمخرج أحمد غصين (تولّى عملية المونتاج)، وخرجنا بفكرة الفيديو تحت شعار #أنا_مش_زبالة». وتضيف مخرجة فيلم «وهلّأ لوين؟» أنّه «لاحقاً عرضنا الفكرة على شخصيات معروفة يمكنها التأثير في الرأي العام. صوّر كلّ منّا نفسه وهو يردّد على طريقته الخاصة جزءاً من النص الذي كتبه سامر عبد الله».
النص هو عبارة عن «صرخة ضد الريحة، والزبالة، والأمراض، والعتمة، والقمع، والظلم، والسرقة، والموت على أبواب المستشفيات، وفوضى الأسلحة»، وهو «حرقة إم على مستقبل ولادها، ولهفة أب على إبنه المخطوف أو المفقود أو الأسير»، كما أنّه «حلم ببلد يدعم الثقافة والفن والرقص، ويحقّق العدالة الإجتماعية والمساواة واقتصاد مزدهر». وينفي النص أن يكون ما يحصل هو «حراك سفارات أو أجندات مخفية أو دول صغيرة وكبيرة».
من جهته، لفت عمر راجح إلى أنّه «منذ بداية التحرّكات المطلبية في الشارع نشعر بأنّه علينا أن ننجز عملاً ما يساهم في دعمها، لا سيّما في سياق العمل الجدّي على حلّ أزمة النفايات. وبعد التفكير خرجنا بهذه الفكرة البسيطة ونفذّناها».
لم يستغرق التنفيذ وقتاً طويلاً، بحسب ما قال لنا الفنان الشاب فؤاد يمين: «تم الإتصال بنا يوم السبت الماضي، ووجد الفيديو طريقه إلى الناس أمس»، موضحاً أنّه «طُلب منّا التعبير عن أنفسنا بأسلوبنا، وأنا فضّلت الإستعانة بالغيتار. إنّها طريقة «مهضومة» لتحفيز المواطنين على المشاركة في تظاهرة الغد».
يبدو أنّ التطورّات والمضايقات التي يتعرّض لها الناس على الأرض منذ تموز (يوليو) الماضي لم تؤثّر على رغبة هؤلاء المشاهير بالإستمرار.
«ما زلت مؤمنة بالحلم بأن نصل إلى مكان ما، وهذا ما يدفعني إلى المضي قدماً في حياتي يومياً»، تقول لبكي، لافتةً إلى أنّه «حتى الآن، تحقق أمر هام جدّاً وهو ولادة نوع من الوعي لدى المواطنين، وروح الإندفاع للمحاسبة وعدم التهاون مع التجاوزات. إنّه أمل بأنّ الغلط لن يمرّ بسهولة». وتشدّد مخرجة فيلم «سكّر بنات» على أنّ الهدف الأساسي هو «ضرورة الإستمرار في الضغط».
أما راجح فيعترف بأنّه «لم أشعر يوماً بأنّ التغيير سيحصل بسرعة، لكن علينا البناء على التراكمات التي حصلت خلال الفترة الماضية والإستفادة منها للتغيير. من حقّنا أن نشعر أنّنا مواطنون حقيقيون».
بدورها، تبدو ندى أبو فرحات على يقين بأنّه التغيير آتٍ «رغم كل ما حدث ويحدث»، والأهم أنّ «المواطن سيغيّر وطنه في ظلّ الغيبوبة التي تعيشها الدولة».
المسألة بالنسبة إلى بديع أبو شقرا تكمن في أهمية «نشر الوعي والدعم. ليس من الضروري أن نصل إلى نتائج الآن، خصوصاً أنّ العوائق كثيرة. غير أنّ المرء يجب ألا يستسلم ويجلس في منزله».
من جانبه، يصرّ فؤاد يمين على أن شيئاً «جميلاً» سيتحقق، فالأساس اليوم أنّ «الناس استرجعوا حماسهم».

نزال عالشارع هالخميس ٨ تشرين الاول لأنو الشتي جايي . #انا_م...

نزال عالشارع هالخميس ٨ تشرين الاول لأنو الشتي جايي . #انا_مش_زبالة #طلعت_ريحتكم

Posted by Nadine Labaki on Tuesday, October 6, 2015