«ولعت» بين النائب الكتائبي في زحلة إيلي ماروني ورئيس إقليم المدينة السابق مرشح المكتب السياسي عن المقعد الكاثوليكي رولان خزاقة. الخلافات الشخصية والسياسية التي بدأت إثر تسلّم خزاقة رئاسة الاقليم تصاعدت بعد استقالتهش من منصبه قبل سبعة أشهر. خلافاً للأحزاب الأخرى، التشهير وتبادل الاتهامات لا يجريان في الغرف المقفلة أو «نقلاً عن مصادر»، بل جهاراً نهاراً.
خزاقة لم يعد يحتمل تدخل ماروني في «حياتنا الشخصية والتطاول على خصوصياتنا». ويوضح لـ»الأخبار» أنه منذ تسلمه رئاسة الاقليم، «اصطدمت بمحاولته السيطرة على الاقليم على اعتبار أن الكتائب له. لكنني لم أسمح بذلك، ورفضت تنفيذ طلبات عدة له للاستئثار بالحزب. ورغم كل محاولات محاصرتي، آثرت الصمت احتراماً للحزب. كسرت المشكل بيني وبينه حتى ما تتبهدل الكتائب وقدمت استقالتي، لا استسلاماً بل بدافع التهذيب».

خزاقة: ماروني يريد النيابة والحزب ورئاسة الجمهورية معاً


يستغرب خزاقة «تصرفات» ماروني، خصوصاً أن لا منافسة بينهما، وهو ما حاول «الرئيس أمين الجميل إفهامه إياه أكثر من مرة بالاشارة الى انتمائي الكاثوليكي. غير أن ذلك لم ينفع. ماروني يريد النيابة والحزب ورئاسة الجمهورية معاً»، لافتاً الى حديث تلفزيوني لنائب زحلة اقترح فيه رئيساً لفترة انتقالية لمدة عامين، وقال فيه: «في كتير موارنة، مني وجرّ»، مستعدون للقبول بهذه المهمة. ويضيف: «رغم مرور سبعة أشهر على تقديمي استقالتي مع حفاظي على حزبيتي ونشاطي في زحلة، يواصل الافتراء، حتى وصل به الأمر الى التدخل في ما يخص زوجتي وأولادي. هنا لا بدّ من وضعه عند حدّه»، مشيراً الى «أنني خلقان بحزب الكتائب وعائلتي كتائبية بامتياز. جدي اغتيل بسبب انتمائه الكتائبي، كذلك عمي ووالدي؛ نحن عائلة تملك ألف صوت في زحلة من دون احتساب أصوات عائلة والدتي. قدمنا شهداء، مش متل خيّو شهيد الصدفة على أفضلية مرور السيارة». وعن تدخل الكتائب لفضّ الإشكال، يجيب: «أظن أن لا رغبة للرئيس أمين الجميل في حرد ماروني، لأنه نائب، ولا أدري ما هي أجواء الرئيس سامي الجميّل الذي يأخذه معه الى طاولة الحوار». ويختم: «أنا موجود في المدينة وبين الشباب، لا زلت مرشح المكتب السياسي عن المقعد الكاثوليكي في زحلة، والكل يعرف، بمن فيهم سامي الجميل، أن وضع الحزب في المنطقة بحاجة إلى تحسين، والكثير من رؤساء الأقسام تقدموا باستقالاتهم، من بينهم رئيس قسم حوش الأمراء. ننتظر موعد الانتخابات النيابية المقبلة كي تقول زحلة كلمتها».
يتحدّى ماروني خزاقة «الكشف عن فحوى كلامي في خصوصياته إذا كان الأمر صحيحاً». ويؤكد لـ»الأخبار» أن «خزاقة، بحسب معرفتي، قدّم استقالته لأسباب صحية وعائلية». ينفي نائب زحلة كل ما يحكى عن خلافات سياسية وتنافس، على اعتبار أن للكتائب مرشحاً واحداً، وتبنّي ترشيح خزاقة يعني إسقاطه من اللائحة. ويؤكّد: «ما أسمعه كلام مؤسف، لأني لا أسعى الى منافسة أحد. أصلاً لا خلاف مع خزاقة. لم أره منذ سبعة أشهر. معقول هلق البلد ولعان ويكون همّي بقضاياه الشخصية؟ معرفتي به مثل معرفتي بأشخاص كثر. أتى الى رئاسة الاقليم، استقال وذهب، وانتهت قصته».
«زحلة اليوم بألف خير»، وفقاً لماروني، لا سيما حزب الكتائب الذي ينظم منذ ستة أشهر نشاطات لا تعدّ في السياسة والاجتماعيات والرياضة. والإقليم «صار بخير اليوم لأن هناك رئيس إقليم وأعضاءً يلتزمون بثوابت الحزب. باختصار، الاقليم بأحلى حالاتو منذ رحل عنه رولان خزاقة». لا يرغب النائب الكتائبي في إطالة الحديث أكثر حول خزاقة، لأن النقاش في هذه الأمور «إضاعة للوقت، ولديّ ما هو أهم».