بعدما اشتهرت قبل عامٍ تقريباً من خلال كليب «لبلادي» الذي قدّمها للجمهور العربي، أصبح لزاماً على فايا يونان خوض تجربةً أكثر احترافية. يونان التي تقدم الليلة حفلة في «قصر الأونيسكو»، تتميز بصوت شجيٍ للغاية، فضلاً عن تركيزها التام على أداء الأغنيات التراثية والقريبة من الجميع.
خلال الفترة الماضي، قدمّت فايا ثلاث أغنيات، صوّرت إحداها على طريقة الكليب وهي «أحب يديك» في تعاونها مع الشاعر اللبناني النشيط مهدي منصور، كما قدّمت «نحب البلاد» (ألحان السوري الموهوب جداً مهند نصر وكلمات الشاعر التونسي المعروف محمد الصغير أولاد أحمد، فضلاً عن تهليلة الأطفال ـــ غير المعتادة ــــ «نم يا حبيبي» (كلمات الشاعر السوري موفق نادر وألحان مهند نصر).
تحاول الفنانة الشابة مع فريق عملها ومديرها الفني حسام عبد الخالق تقديم الأفضل خلال مدَّةٍ قصيرةٍ نسبياً (عام واحد)، خصوصاً بعد نجاحها في تقديم حفلة «ولادةٍ» ـــ إذا أمكن التعبير ـــ في دمشق، حيث أمتعت جمهورها في حفلةٍ حكي عنها الكثير. أما لماذا اختارت العاصمة السورية كولادة لها؟ تجيبنا: «بالتأكيد كان منطقياً أن أنطلق من عاصمتي، عاصمة بلادي. بلادنا اليوم بحاجةٍ إلينا أكثر من أي وقتٍ مضى، هذا حقها علينا، وهذا حقها علي». وماذا عن بيروت؟ لماذا الإصرار على أن تكون حفلة الانطلاقة الثانية من العاصمة اللبنانية؟ تكمل: «بيروت كانت أمي الثانية، لقد احتضنتني منذ البداية، حملتني على أكف الراحة، ولما تزل، وهي ساعدتني وعلمتني موسيقياً وثقافياً، فأنا أتعلم فيها كل يوم شيئاً جديداً، لذلك طبيعياً أن أقوم بذلك، فهذا أقل الواجب». ننتقل إلى برنامج الأمسية المرتقبة الليلة، فتعلّق: «سأترك برنامج الحفلة مفاجأة للجمهور، لكن طبعاً سأغني «موطني» لأنها أصبحت سمةً ترافقني وينتظرها مني الجميع.

يتولى الموسيقي
والعازف ريان الهبر قيادة الفرقة
البرنامج منوّع، حيث سأقدّم أغنياتي الخاصة، فضلاً عن أغنياتٍ لفنانين معاصرين كماجدة الرومي، وجوليا بطرس، وأميمة الخليل، وأمل مرقص، إلى جانب أغنياتٍ تراثية للسيدة فيروز، والكبير زكي ناصيف والبرنامج مشابه لما قدمته في دمشق». توضح فايا أسباب اختيار أغنيات معينة في برنامجها الليلة، فتقول إنّها وقعت على ما يتشابه مع صوتها، وقد عملت على هذا الاختيار مطولاً مع مديرها الفني حسام عبد الخالق، والموسيقي والعازف ريان الهبر الذي سيقود الفرقة معها. تقول بأنّها وريان «يفهمان على بعضهما كثيراً موسيقياً» عطفاً على التعاون بينهما في أغنية «أحب يديك» التي لحنها ووزعها. ورغماً عن أنه لم يستطع التواجد في العاصمة السورية، إلا أنّه هو الذي وزّع الحفلة (وكتب النوتة الموسيقية للآلات جميعها) التي أقيمت هناك.
ماذا عن أغنياتها الجديدة؟ تتحدث عن أغنية «نحب البلاد» بحبٍ شديد، تصر على أنّها عملٌ فيه شيءٌ من الملحمية، و»الكلام مع اللحن ممزوج بطريقة يخدم الكلمة، فأنا من الناس الذين يؤمنون بأن حجر الأساس في أي أغنية هو الكلام». أما أغنية «نم يا حبيبي» التي تغنّى للأطفال كي يناموا، فهي جزءٌ من «التراث» الشفوي للشرق (رغم أن الكلمات حديثة لا تراثية).
لا تملك الفنانة الجميلة شركة إنتاج لأغانيها حتى اللحظة. هي تنتج من «اللحم الحي» إذا جاز التعبير. في السابق، لجأت إلى «الإنتاج الجماعي» لتمويل أغنيتها «أحب يديك» (عبر التمويل الجماعي عبر موقع crowd funding) لكنها بالتأكيد تجربة «منهكة» لها ولجمهورها. تطمح فايا بالتأكيد لإيجاد تلك الشركة القادرة على إنتاج أعمالها كما تطمح هي، وتشير إلى أنها التقت في السابق عدداً من المنتجين، وكان شرطها الأوّل والأخير هو «سيطرتها» على ما تريد قوله/ غنائه كلاماً ولحناً، مما تسبب برحيل هؤلاء المنتجين سريعاً، وهو أمرٌ قد يكون متوقعاً بعض الشيء في بيئةٍ فنيةٍ ترغب حتى اللحظة في تقديم فنونٍ ذات توجهات محددة ومركزةٍ في توجه واحد وحسب كلامهم الدقيق «بدك تعرفي شو بده السوق».
ماذا إذا عن الألبوم؟ تؤكد فايا أنّها ترغب في العمل عليه بكل قوتها، لكنها حتى اللحظة تعمل على أغنياتها المنفردة لغاية إيجاد التمويل المناسب. «بعضهم يريد من الفنان أن يكون مجرد مؤدٍّ، كأي آلة موسيقية أخرى في العمل، أما أنا فلن أساوم أبداً على مبادئي وما أؤمن به».
كان الأداء الحنون والحميم الذي قدمت فيه فايا وشقيقتها ريحان أغنية «لبلادي» نوعاً من الصدمة الإيجابية لجمهورٍ عربي عانى كثيراً لإيجاد مشتركات تجمعه، فكانت «لبلادي» نقطة تجميع وتجمّع قبل أي شيءٍ. من هنا تحديداً تراكم الصبية الموهوبة من خلال حفلاتها الآتية على رصيدها المعنوي لدى جمهورٍ شاهدها وحفظ أداءها وقدّرها إلى حدٍ كبير.

حفلة فايا يونان: 20:30 مساء اليوم ــ «قصر الأونيسكو» ــ تباع البطاقات في مكتبة «جيلار» (الحمرا ــ 01/343101)ــ يعود جزء من ريع الأمسية لبرنامج «جمعية ممكن» لدعم المدرسة الرسمية