واصل الجيش السوري عمليته البرية في ريف حلب الجنوبي، إذ سيطرت القوات السورية على قرية الصفيرة، شرق قرية بلاس، وسط قصف مدفعي على مراكز تجمع المسلحين في المنطقة. كذلك دارت معارك عنيفة في محيط قريتي الحاضر والعيس إلى الجنوب الغربي، وسط انهيار دفاعات المسلحين. وتعني السيطرة على قرية الحاضر الاستراتيجية سيطرة الجيش النارية على جزء أساسي من الطريق الدولي حلب ــ دمشق.
في المقابل، تواصلت نداءات الاستغاثة المرصودة من الجيش أو على «تنسيقيات» المسلحين، بهدف الضغط على الجيش عبر فتح محاور جديدة للمعارك، بهدف إشغاله واستباق تحضيراته لعملية عسكرية داخل أحياء المدينة أو في الريف الشمالي. أما في الريف الشرقي، فقد بدا أن عناصر حامية مطار كويرس العسكري على أتم استعداد لصدّ هجمات مسلحي «داعش» المتواصلة للوصول إلى حرم المطار. الجنود المتمركزون في قاعدة المطار العسكرية دمروا سيارة مفخخة استهدفت مدخل المطار، في حين تم التعامل مع 4 سيارات مفخخة وتدميرها قبل بلوغها أهدافها، حسب ما ذكر مصدر من داخل المطار. ورجّح المصدر ازدياد عنف المعارك خلال الساعات القادمة، ولا سيما أن المسلحين يعتمدون الهجمات الليلية، باستخدم الآليات المفخخة. الجيش تمكّن، بدوره، من السيطرة على قرية السبعين وتلّتها، لتصبح وحداته على بعد أقلّ من سبعة كيلومترات عن المطار المحاصر. القوات المتقدمة، على طريق فك الحصار، استكملت تعزيزاتها وحشودها، حسب مصادر ميدانية، لتحقيق هدف الحملة العسكرية، بعد تدمير رتل من مسلحي «داعش» متوجّه لتعزيز مراكز التنظيم في محيط المطار، منعاً لاستمرار تقدم الجيش باتجاهه.
وفي معارك سهل الغاب، تقدمت القوات السورية مسافة 1 كلم شمال قرية فورو، أقصى شمال الريف الحموي، باتجاه جبل الساروت، في محاولة للسيطرة عليه. مصدر ميداني أكد أن التقدّم كلف عدداً من الشهداء، بسبب صعوبة المعارك، وتكثيف المسلحين رميهم الناري باستخدام قذائف الهاون وعبوات الغاز المعدنية. محور السرمانية يشهد، بدوره، رمياً نارياً كثيفاً بغرض ضرب تحصينات المسلحين، في حين يسري التعثر على جبهات القتال في جبال اللاذقية، إذ كثفت المدفعية نيرانها لضرب مراكز تجمع المسلحين في سلمى، في وقت تؤكد فيه المصادر الميدانية أن التقدم أصعب من المتوقع، بسبب تحصينات المسلحين على مدار 4 سنوات في المنطقة. وسقط بين قتلى المعارك، بنيران الجيش السوري، مسؤول كتيبة «سيد الشهداء» في «فرقة عاصفة الحزم» المدعو «أبو حمزة عمر» في محيط بلدة سلمى.
وفي مقابل ذلك، أعلنت فصائل مسلحة وغرف عمليات عسكرية في حمص تشكيلاً عسكرياً جديداً تحت مسمى «مجموعة التنسيق في حمص»، وذلك بهدف «تحقيق الوحدة بالقول والعمل، ورفع مستوى التنسيق السياسي والعسكري في حمص إلى أعلى درجاته»، حسب ما جاء في البيان.
وفي درعا، استكمل الجيش عمليته العسكرية نحو الحدود الأردنية، انطلاقاً من حي المنشية المحرر، وذلك بغرض فصل الحدود عن مدينة درعا، وقطع أحد خطوط إمداد المسلحين من الأردن، نحو أحياء درعا البلد، حسب مصدر ميداني. سلاح المدفعية نفذ ضربات كثيفة على محور حي المخيم، شمال المدينة، وسط معلومات عن كونه وُجهة الجيش القادمة، بعد إطباق الحصار عليه بشكل كامل. وأكد المصدر أن الأولوية لإتمام السيطرة على المساحات المحاذية للحدود، واستعادة كامل «اللواء 82» في الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي. وقد استهدف الجيش بصاروخ موجه دبابة للمسلحين، عند أطراف الجهة الشمالية لمدينة الشيخ مسكين، ما أدى إلى تدميرها ومقتل أفراد طاقمها. كذلك وقعت اشتباكات بين مسلحي «جبهة النصرة» ومسلحي «لواء الحبيب المصطفى»، التابع لـ«الجيش الحر»، في مدينة طفس في الريف الشمالي الغربي لمدينة درعا.
إلى ذلك، نفذت الطائرات الحربية الروسية 55 طلعة جوية على 60 موقعاً للمسلحين في أرياف اللاذقية ودمشق وحماه وإدلب وحلب ودير الزور، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الروسية أمس.