تتصدر الإجراءات الأمنية، التي شغلت الجميع طيلة هذا الأسبوع، قمة «الكلاسيكو» بين ريال مدريد وبرشلونة، على نحو غير مسبوق لم تعتده هذه المواجهة، وذلك بعد التفجيرات الإرهابية التي طالت العاصمة الفرنسية باريس وتركت ذيولها في القارة الأوروبية.ثمة مخاوف حول هذه المسألة تبدو واضحة من خلال التعزيزات المكثّفة والتشديد الأمني، وهذا ما يلقي بظلاله في الدرجة الأولى على القمة التي سيحتشد لها أكثر من 80 ألف مشجع في ملعب «سانتياغو برنابيو». لكن هذا لا يمنع من أن أسباباً أخرى بعيدة عن المجريات الفنية من شأنها أن تزيد المباراة توتيراً. صحيح أن «الكلاسيكو» ينطلق على الدوام منذ دقيقته الأخيرة صاخباً ومتوتراً على الملعب والمدرجات، والنماذج والأمثلة كثيرة هنا، لكن «الكلاسيكو» اليوم يحمل اهتماماً خاصاً وترقباً لمسألتين يمكن أن تخلقا «وجع الرأس» خلال دقائقه أو قبلها أو بعدها وتتعلق بجمهوري الفريقين.


هل سيكون انفصال كاتالونيا حاضراً في مدرجات برشلونة؟

إذ كما هو معلوم، فإن توقيت هذه المباراة يأتي بعد أيام من تبنّي حكومة إقليم كاتالونيا قانون الانفصال عن إسبانيا، وبالتالي فإن الأنظار ستتجه إلى جمهور «بلاوغرانا»، الذي يعدّ «سفير» الإقليم في الملاعب وحاملاً لـ»قضيته»، خصوصاً أن الفرصة تبدو «مثالية» لهذا الجمهور الذي لا يتوانى في كل مباراة عن ترديد هتافات الانفصال، لإسماع صوته في العاصمة مدريد، وهذا ما يمكن أن يستدعي رداً من الجماهير الملكية التي ستزدحم بها مدرجات الـ»برنابيو».
وفي هذا الإطار يمكن وضع طلب رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، خافيير تيباس، من النادي الملكي عدم السماح لجماهير الضيوف بإدخال الأعلام الكاتالونية إلى الملعب، حيث قال: «يستطيع ريال مدريد منع إدخال الأعلام الكاتالونية إلى ملعب «سانتياغو برنابيو» في حال أراد ذلك، والصالح العام فوق المصلحة الخاصة، وسيكون اختار الحل الصائب لو فعل ذلك»، وأضاف: «ارتداء أحد جماهير ريال مدريد قميصه في «كامب نو» يخلق مشاكل أمنية، وكذلك العكس يحصل في مدريد، ومنع رفع الأعلام سيكون خياراً جيداً».
ومن جمهور برشلونة إلى جمهور ريال مدريد، فإن الأنظار تتجه إليه لمعرفة ردّ فعله تجاه مدافع «البرسا»، جيرار بيكيه، المعروف بكرهه الشديد للنادي الملكي وتصاريحه المستفزة، وآخرها توجيهه الشكر للمغني كيفين رولدان (غامزاً من قناة إحياء الأخير حفلاً صاخباً أقامه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لمناسبة عيد ميلاده، رغم الهزيمة القاسية أمام الغريم أتلتيكو مدريد 0-4 في «الليغا» الموسم الماضي)، وأكثر إصراره على كلماته حينها بقوله في ما بعد: «لن أتغيّر أبداً ولن أعتذر عن تصريحاتي.

بيكيه أكثر
لاعب غير مرحّب به في الـ «برنابيو»


نعم أريد دوماً السوء لريال مدريد». هذا الأمر استدعى وقتها تدخلاً عاجلاً من إيكر كاسياس، الحارس السابق لريال ومدافعه وقائده الحالي، سيرجيو راموس، لتفادي «صبّ الزيت على النار» وتبريد الأجواء تحسّباً للآتي، أي «الكلاسيكو» طبعاً.
نحن اليوم على موعد مع هذا «الآتي»، وإذا كانت صفارات استهجان جماهير ريال قد طاردت بيكيه في مباريات منتخب إسبانيا الأخيرة، فإن السؤال الآن: كيف ستكون عليه الحال مع هذه الجماهير وبيكيه سيكون موجوداً على عشب ملعب «سانتياغو برنابيو»؟
سؤال كبير طبعاً، كالسؤال حول مسألة انفصال كاتالونيا. سؤالان ستكون الإجابة حاضرة عنهما اليوم. ثمة في هذا «الكلاسيكو»، أكثر من غيره، ما يستدعي الانتباه غير تسديدات كريستيانو رونالدو، ومراوغات ليونيل ميسي.