القاهرة | فيما لم يعد الشارع المصري يهتمّ كثيراً بما تبثّه «الجزيرة» القطرية عن النظام الحاكم في المحروسة، تخوّف كثيرون من أن تلعب قناة «العربية» الدور نفسه بعد حلقات معدودة من برنامج ساخر حمل عنوان «عصير انتخابي».
قدّمت اللبنانية نيكول تنوري حلقات عدّة من البرنامج قبل وأثناء كل مرحلة من مراحل انتخابات مجلس النواب المصري التي أوشكت على الانتهاء، وتبقّت فقط جولة الإعادة في محافظات المرحلة الثانية الأسبوع المقبل. البرنامج الذي لم يلتفت إليه كثيرون في المحروسة قبل المرحلة الأولى، أثار ضجة خلال الأيام الماضية على مستويين: الأول شعبي، والثاني سياسي. رأى المتحفّظون ضد أيّ تدخل إعلامي خارجي أنّ البرنامج لا يجب أن يمرّ مرور الكرام، وأنّ «العربية» تعتمد السخرية من الاستحقاق البرلماني المنتظر الذي يعاني من إقبال ضعيف لم يتخط حاجز الـ 25 % على أقصى تقدير. رفض الغاضبون أن تكون السخرية قادمة من قناة سعودية وبعبارات نقد توجهها إعلامية لبنانية بلهجة مصرية بما معناه "نسخر نحن من انتخاباتنا، أما الآخرون فلا". لكن حتى هؤلاء ردّ عليهم معلّقون مصريون آخرون بأنّ القناة لم تخطئ وأنها وثّقت الحقيقة، والسخرية هنا لا تدعو إلى الغضب، خصوصاً أنها استعانت بلقطات حدثت فعلاً في كواليس المرحلة الأولى، مع تصريحات لمرشحين اعتادوا إثارة الجدل. ودخلت الصحافة على الخط، ما أدى إلى اشتعال الموقف أكثر.
هجوم على القناة السعودية بسبب البرنامج الساخر
وحصلت جريدة «المصري اليوم» على تعليق من اللواء رفعت قمصان أحد المشرفين على العملية الانتخابية الذي وصف البرنامج بأنه «هزلي لا يليق بقناة محترمة». وبالطبع، بدأ الإعلاميون المصريون يهاجمون البرنامج والقناة، ويحذّرون "العربية" من التحول إلى «جزيرة» أخرى. كلّ ما سبق كان على مستوى الغضب الشعبي والإعلامي. أما على المستوى السياسي، فلم يفت بعض المحلّلين الإشارة إلى أن إنتاج البرنامج جاء ليؤكّد عمق الخلاف بين الرياض والقاهرة لأن الإعلام السعودي الداعم للرئيس عبد الفتاح السيسي حتى قبل أن يصبح رئيساً، لم يكن ليسخر بهذه الطريقة من أوّل انتخابات برلمانية في عهد «الجنرال». على خط مواز، قال إعلاميون سعوديون إنّ «العربية» لم تملك أيّ أهداف سياسية من وراء البرنامج. واعتبر الكاتب سليمان العقيلي في تصريحات لتلفزيون «العربي» في لندن، أن البرنامج «اجتهاد شخصي، ويعتمد على وجهة نظر صانعيه فقط». في المقابل، أكدت أصوات سعودية أخرى أن الإعلام المصري أيضاً يُهاجم المملكة، فلماذا الغضب من «عصير العربية»؟ أما القناة التي تتخذ من دبي مقراً لها، فلم يصدر عنها أو عن نيكول تنوري أيّ ردّ رسمي على الانتقادات.