رأى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، أن نسيان القضية الفلسطينية «يشكل الهدف الرئيسي لجبهة الاستكبار». وقال «سندافع عن حركة الشعب الفلسطيني بكل ما أوتينا من قوة وبأي وسيلة وطالما استطعنا ذلك».
وجاء تصريح خامنئي في الوقت الذي وصلت فيه قضية السفير الإيراني السابق في لبنان غضنفر ركن آبادي إلى خواتيمها، بعد مرور أكثر من شهرين على فقدانه في كارثة منى مع غيره من الحجاج الإيرانيين. فقد نقلت وكالة «فارس» عن مصدر مطلع قوله إنه «تمّ التعرف على جثمان ركن آبادي»، مؤكداً أنه سيتم نقل جثمانه إلى إيران. وأشارت الوكالة إلى أن اثنين من أعضاء أسرة ركن آبادي موجودان حالياً في السعودية، «حيث تبيّن بعد إجراء اختبارات دي أن إي وتطبيق الأدلة والصور، أن آبادي قد قضى في كارثة منى».
ووفق المصدر ذاته، فإن «من المقرر نقل جثمان السفير الإيراني السابق في لبنان إلى إيران، حيث إن الإجراءات القانونية جارية في هذا الصدد». كذلك أشار إلى أن «من المقرر أيضاً إجراء اختبار دي أن إي لجثة ركن آبادي في إيران، مرة أخرى».
خامنئي:
انتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية قد انطلقت

ولدى استقباله حشداً من قادة قوات «البسيج»، أكد المرشد الأعلى، أمس، أن «الشعب الإيراني، وخلال الصراع والحرب الحقيقية الدائرة بين جبهة الاستكبار والجبهة الداعية للهوية والاستقلال، سيعمل بواجباته في الدفاع عن المظلومين، لا سيما الشعب الفلسطيني الباسل وانتفاضة الضفة الغربية». وشدد على أنه «علی الرغم من جميع محاولات جبهة الاستكبار، وحتی مواکبة الحكومات العربية لها، فإن انتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية قد انطلقت».
وأشار إلى موضوع البحرين، متسائلاً «ما ذنب الشعب البحريني؟ فهل يريد شيئاً سوی حق التصويت لكل من أبناء الشعب؟ أليست هذه ديموقراطية؟ ألا يتشدق الغرب بحماية الديموقراطية؟». كذلك، تطرّق إلى «الهجمات المستمرة من عدة أشهر من دون توقف ضد الشعب اليمني المظلوم»، وقال «في هكذا ظروف، فإن الأجهزة المتشدقة بالديموقراطية وحقوق الإنسان تدعم أولئك الذين يستهدفون الشعب اليمني».
أما في ما يتعلق بقضايا سوريا والعراق، فقد قال المرشد الأعلى إن «جبهة الاستكبار تدعم في هذين البلدين أخبث وأشقی الإرهابيين ويصرّون في سوريا علی أن يحددوا هم طريقة تشكيل الحكومة». وتوجّه إلى هؤلاء قائلاً «ما شأنكم أنتم؟ وما الحق الذي تملكونه حتی تقرروا مصير الشعب السوري، وأنتم في أقاصي العالم؟»، مضيفاً أن «کل شعب يجب أن يقرر حكومته بنفسه».
من هنا، أشار خامنئي إلى أن «البسيج يمكن أن يبيّن مواقف الجمهورية الإسلامية حيال فلسطين وسوريا والعراق واليمن والبحرين، وهي أکثر المواقف منطقية يستطيع إنسان منصف وعاقل أن يتخذها».
وأضاف أن «هدف البسيج من الوجود في الميادين المختلفة، هو الدفاع عن الأهداف والقيم والهوية الثورية والوطنية في مواجهة العدو الغدار والمتحايل والمتشيطن». وفي هذا السياق، أكد أن «الحكومة الأميركية تعدّ اليوم مظهر العداء الذي يناصبه الاستكبار للشعب الإيراني». كذلك شدد على أن «الصراع الرئيسي علی الصعيد العالمي يدور اليوم بين جبهة الحرکة الاستكبارية بقيادة أميركا وجبهة الحرکة القائمة علی القيم والاستقلال الوطني والهوية ومحورها الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وأشار إلى أن «التزوير في أداء الأجهزة السياسية والدبلوماسية للاستكبار، هو أن يبتسموا لكم ويحتضنوكم، ثم يطعنوكم في القلب»، مشدداً على «ضرورة التحلي بالوعي الدائم في مواجهة الأساليب المختلفة للعداء الخشن والناعم للاستكبار».
من جهة أخرى، رأى المرشد الأعلى أن «الجاهزية المتنامية تعدّ من أولويات البسيج»، مؤكداً أنه «لا يمكن لنا أن نقف موقف المتفرج في النزاع الدائر بين جبهة الاستكبار وجبهة القيم والدعوة إلی الاستقلال». وبناءً عليه، أشار إلى أن «مواقف الجمهورية الإسلامية تجاه القضايا المختلفة في المنطقة، لا سيما القضية الفلسطينية وقضايا البحرين واليمن وسوريا والعراق، واضحة ومنطقية للغاية».
في غضون ذلك، أعلن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله أکبر هاشمي رفسنجاني أنه سيخوض الانتخابات المقبلة. وخلال استقباله عدداً من طلبة الدکتوراه في العلوم السياسية، وصف رفسنجاني الانتخابات التي ستجري، في آذار المقبل في إيران، بأنها «واحدة من أکثر الانتخابات مصيرية وحسماً في تاريخ الثورة الإسلامية»، معتبراً أن «ظروف التنفيذ والإشراف يجب أن تكون علی نحو يعزّز أمل الشعب والمجتمع في خلق ملحمة سياسية أخری».