احتل فشل منظومة «القبة الحديدة» صدارة الاهتمام في وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي ذكرت، أمس، أن قصور منظومة «القبة الحديدية» في اعتراض صواريخ حركة الجهاد الإسلامي، التي استهدفت في الأيام القليلة الماضية مستوطنات جنوب إسرائيل ومدنه، مردّه خلل فني اعترى المنظومة، الأمر الذي مكّن من تساقط العديد من صواريخ الغراد، ما سبب خسائر بشرية ومادية في صفوف الإسرائيليين. وذكرت القناة العاشرة نقلاً عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، أن خللاً فنياً طرأ على المنظومة، ما شلّ قدرتها وتوقفها عن العمل. لكنها أكدت في المقابل أن «القبة الحديدية» استطاعت رغم ذلك، اعتراض صاروخ واحد، أطلقه الفلسطينيون على مدينة بئر السبع، لكنها فشلت في اعتراض الصواريخ التي تساقطت على مدينة أشدود ومستوطنات أخرى في الجنوب.
من جهته، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد يؤاف مردخاي، أن «المشكلة التي اعترضت منظومة القبة الحديدية هي مشكلة تقنية، ولا ترتبط إطلاقاً بالطاقة البشرية التي تشغلها»، مؤكداً أن «البطاريتين العاملتين في بئر السبع وأشدود عادتا للعمل بنحو طبيعي، بعد إصلاح الخلل». أما مراسل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة، فأشار إلى أن «الخلل التقني الذي طرأ على المنظومة، هو الأول من نوعه، ولكن من غير الواضح ماهية هذا الخلل»، لكنه أكد بدوره أنه «جرى إصلاح الخلل، وعادت المنظومة إلى عملها بانتظام». مع ذلك، لم توضح المصادر الإسرائيلية، كيف أن الخلل وقع في المنظومتين معاً، وفي الوقت نفسه، وكيف أنه أُصلح، رغم عدم اتضاح ماهيته.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر عسكرية قولها إن الخلايا الصاروخية لدى الفصائل الفلسطينية في غزة استغلت الجو الغائم لرماية صلياتها، على قاعدة أن منظومات الرصد التابعة للجيش الإسرائيلي ستجد صعوبة في تشخيص مصادر الإطلاق. وأشارت المصادر إلى أن الإصابات الدقيقة نسبياً تعود إلى سببين رئيسيين: وجود الراجمات في مواقع محصنة، وأن منفذي عمليات الرماية هم أكثر تدريباً، فضلاً عن أن تقنيات الرماية من النوع الحديث.
وبحسب المصادر، استخدمت الجهاد الإسلامي تكنولوجيا متطورة نسبياً لإطلاق الصواريخ هذه المرة. وأوضحت أن «المخربين» استخدموا راجمات غراد قادرة على إطلاق عدد من الصواريخ والتسبب بأضرار كبيرة، خلافاً لصواريخ القسام.