عام على حرق الرضيع... أين دعوى عباس «الجنائية»؟

  • 0
  • ض
  • ض

مر على الفلسطينيين ذكرى مضيّ عام على حرق عائلة الدوابشة. مجزرةٌ أخرى أضيفت إلى المجازر التي ارتكبها العدو، لكنها أيضاً ملف آخر ادعت السلطة الفلسطينية أنها ستقدمه إلى المحكمة الجنائية الدولية... ثم بقدرة قادر، انضمت إلى باقي ملفات السلطة التي غطاها الغبار

اثنا عشر شهراً على حرق منظمة «تدفيع الثمن» الصهيونية منزل عائلة الدوابشة في قرية دوما، جنوبي نابلس (شمالي الضفة المحتلة).

في ذلك اليوم، احترقت العائلة بأكملها، فاستشهد الأب (سعد) والأم (ريهام)، بعد استشهاد طفلهما الرضيع علي، في حين دخل أحمد ابن السنوات الأربع (آنذاك)، في غيبوبة استمرت لأشهر. عاد أحمد بعدها إلى الحياة ــ الموت بوجهه وبيديه المشوهتين.
لم يعلن العدو آنذاك مباشرة وفاة العائلة خوفاً من رد فعل الشارع الفلسطيني، فأعلن بعد أسبوع وفاة الأب، ثم بعد أسبوع آخر وفاة الأم، فيما كان أحمد في مستشفى «تل هشومير» يخضع للعلاج، ويدور الجدل عن تسديد ثمن علاجه بين السلطة والاحتلال.
أيام الجريمة، استنكرت السلطة الفلسطينية، على لسان المتحدث باسم الرئاسة مباشرة، نبيل أبو ردينة، ما حدث. قال أبو ردينة آنذاك ما يشبه الوعد، مثله مثل الوعود التي تقطعها السلطة على نفسها أمام شعبها، عندما حدّد أن «السلطة أعدّت ملفاً وستتوجه إلى الجنائية الدولية لرفع دعوى ضد إسرائيل».
مرّ عام على استشهاد العائلة، وحتى الآن لم تتوجه رام الله إلى «الجنائية الدولية». وهي كما غيرها، نُسيت، وطوي الملف ووضع مع باقي الملفات التي وعدت السلطة برفعها إلى «الجنائية»، مثل حرق الطفل محمد أبو خضير، ومقتل الوزير الفلسطيني زياد أبو عين، وليس أخيراً إعدام الجريح الفلسطيني (عبد الفتاح الشريف) على يد جندي في جيش العدو في مدينة الخليل من دون أن يشكل الشاب المصاب خطراً عليه.
مرّ عام على جريمة الحرق والمستوطن المتهم بالجريمة حوكم كمختل عقلياً، أما فلسطينياً، فالسلطة ورئيسها مشغولان بالترويج للانتخابات البلدية، والفصائل مشغولة معه بإعداد قوائمها وبتوزيع الحصص. فوق ذلك، المشهد الفلسطيني يزداد سواداً: السجون الإسرائيلية تمتلئ بالأسرى والمعتقلين الإداريين، ولا نجد من يسأل عن سبعة آلاف أسير يقبعون خلف القضبان، وعشرات مضربين، خاصة بلال كايد (من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»).


لقاء عباس مع
رجوي يضرب انتقاداته لتحالفات الفصائل إقليمياً

السلطة ورئيسها في عالم آخر، ووفق الإحصاءات فإن الشارع لم يعد يؤيد «أبو مازن»، المنشغل بالترويج للمبادرة الفرنسية أو المصرية، بل إن لقاءاته صارت لا تزيد إلا الضرر على القضية الفلسطينية، وآخرها اجتماعه بزعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، في باريس.
ولقاء عباس برجوي، بالطبع، لن يفيد القضية الفلسطينية في شيء، لأنه على مدى الأعوام الثلاثين الماضية لم تقدم المعارضة الإيرانية إلى السلطة أي دعم معنوي فضلاً على أن يكون مادياً، إضافة الى أنه يمثل مشاركة جديدة في مشكلات المنطقة وتحالفاتها، وهو ما كان يعيبه رئيس السلطة على خصومه.
كذلك، يمضي عباس غير مهتم برأي الناس فيه ومستنداً الى أجهزة الأمن التي تنسق ليل نهار مع إسرائيل، وغير ملتفت إلى مصير الأرض، وخاصة ما يجري أمام ناظره من بناء المستوطنات التي يمكنه رؤيتها من قصره الرئاسي في سردا، شمال رام الله (قيد البناء). ولا يكاد يولي الرجل أي اهتمام يذكر بإضراب ما يزيد على ٣٠٠ أسير عن الطعام تضامناً مع زميلهم بلال كايد، الذي دخل يومه التاسع والأربعين في الإضراب عن الطعام وخسر من وزنه 32 كيلوغراماً، وذلك بسبب تمديد اعتقاله إدارياً رغم انتهاء محكوميته بالسجن (قضى ١٤ عاماً ونصف).
جراء ذلك، انضم الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية»، الأسير أحمد سعدات، ومعه القيادي عاهد أبو غلمي، إلى المضربين، ما تسبب في نقلهما مباشرة إلى العزل الانفرادي.
ويوم أمس أيضاً، أطلق جنود العدو النار على الشهيد رامي عورتاني (31 عاماً)، قرب حاجز «حوارة» جنوب نابلس، بادعاء «محاولته تنفيذ عملية طعن»، فيما قالت «جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني» إن العدو منعها من معالجة عورتاني، ما أدى إلى استشهاده متأثراً بجراحه.
ومع مرور الذكرى السنوية الأولى لحرق عائلة الدوابشة، لا يتجه الفلسطينيون إلى الحصول على حقهم، فالسلطة مشغولة بدولتها المزعومة، والمُقاومون في الضفة يكافحون للبقاء، وفي غزة مليونا إنسان محاصرون بيد العدو والصديق... والعرب يلهثون نحو التطبيع بلا مقابل حقيقي.

  • استشهد شاب فلسطيني في نابلس برصاص العدو بدعوى محاولته تنفيذ طعن

    استشهد شاب فلسطيني في نابلس برصاص العدو بدعوى محاولته تنفيذ طعن (أ ف ب )

0 تعليق

التعليقات