حذّر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم جماهير فريقي ليفربول ومانشستر يونايتد من تصرفات عدوانية في الإطار الطبيعي لـ "دربي" انكلترا الذي لا بد أن يكون نارياً على كل الصعد. صراع بين الجماهير، وصراع بين المدربين البرتغالي جوزيه مورينيو والألماني يورغن كلوب، وكذلك صراع مرتقب على أرض الملعب بين اللاعبين.
يحاول ليفربول وضع حدّ لسلسلة من النتائج السيئة أمام يونايتد في الدوري
الناديان تعرضا أخيراً لعقوبات من الـ "يويفا" بسبب اتهامات عدة، من بينها الهتافات المسيئة. هذه مسألة عادية، لكن الأكثر خطورة هو عدد البطاقات الحمراء التي تتكاثر نسبياً "دربي" بعد آخر. وهذه المسألة قد لا تغيب عن المباراة الأكثر شراسة في الـ "بريميير ليغ"، حيث شهدت هذه المواجهة 16 حالة طرد سابقة، متربعة في المركز الثاني بعد دربي "ميرسيسايد" بين إفرتون وليفربول بـ 20 بطاقة حمراء.
يرتكز الصراع الكبير بين الفريقين أساساً على من يريد التربع على عرش انكلترا ولقب الزعامة فيها. فمنذ زمن طويل، كانت هذه الصفة تُلحق بليفربول، الى حين وصول "السير" الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون، ليزيحهم عن عرشهم، ويتربع مع "الشياطين الحمر" عليه. ولا شك في أن هذا اللقب يراوح بين الإثنين دون سواهما، اذ ان يونايتد تُوج بالدوري بعشرين لقبا قياسيا، وليفربول فاز بدوري أبطال أوروبا خمس مرات. يوجب الإنصاف المقاربة بين الحقبتين الذهبيتين للإثنين معاً، اذ ان "الريدز" لمع في حقبة المدرب بوب بيسلي، ويونايتد ابدع في حقبة "السير"، وبينهما يتفوق الأول إذ تُوج بـ 20 بطولة في تسع سنوات، بمعدل 2.2 بطولة في الموسم، بينما حقق فيرغيسون 37 بطولة في 26 عاماً، بمعدل 1.4 بطولة في الموسم الواحد.
في المباراة المنتظرة مساء الاثنين، ينتظر ليفربول ليحاول وضع حدّ لسلسلة من النتائج السيئة أمام يونايتد في الدوري، والثابت على الانطلاقة القوية التي حققها. في المقابل، يمر مانشستر بفترة تخبط، ويبدو وكأن الفريق لا يزال في حالة بناء، وإعادة تشكيل جديد، وخصوصاً مع مجيء مورينيو.
المواجهة بين الإثنين، تصب في مصلحة يونايتد، إذ لم يفز ليفربول الذي نجح بإخراج خصمه من "يوروبا ليغ" الموسم الماضي، في الدوري على غريمه منذ آذار 2014، لكن الوضع قد يتغير مع وصول كلوب، المدرب الذي نجح بإضفاء نكهة المتعة والإثارة مع الفعالية في كل الفرق التي دربها، من ماينتس الى دورتموند وصولاً الى ليفربول.
ومواجهة كلوب مع مورينيو يمكن وصفها بأنها مواجهة حذرة. وبين المدرستين، يقف التفوّق الى جانب كلوب في المواجهات السابقة بين الرجلين، التي بدأت عام 2012 في دوري أبطال أوروبا عندما كان مورينيو مدرباً لريال مدريد وكلوب لدورتموند.
5 مرات منذ تلك المواقع، نجح مدرب ليفربول بالفوز في 3 منها مقابل فوز وحيد لمدرب يونايتد، وأخرى انتهت بالتعادل، ليكون كلوب خامس أكثر مدرب تغلب على مورينيو في مسيرته التدريبية في أقل عدد من المواجهات بينهما.
المواجهة الأخيرة كانت الموسم الماضي ضمن الدوري الإنكليزي، يوم كان كلوب مع "الريدز" ومورينيو مع "البلوز". طبعاً تأخذ المواجهة السادسة بينهما، حجماً أكبر من الإثنين معاً، فالتاريخ يقابله تاريخ على ملعب "أنفيلد" في موقعة تاريخية اسمها "الدربي"، اذ رغم أن الصدام تكرر كثيراً بينهما، إلا أن هذه المواجهة هي عكس كل المواجهات في الاعوام الأخيرة، فهناك سيقطف احدهما مجد حب الجماهير النهمة دائماً الى الفوز على الغريم المكروه.