يعود دوري أبطال أوروبا ليجذب محبّي اللعبة في كل أنحاء العالم. بالطبع، يحلّ الجمهور في الدور الأول من البطولة بشكل أخف في الملاعب، مقارنة مع المراحل المرتقبة، التي تبدأ أوائل السنة الجديدة. ومقارنةً أيضاً مع مباريات البطولات المحلية، يتابع جمهور الفرق الكبرى هذه المباريات بشكل أكبر من تلك التي في الأدوار الأولى من الـ"تشامبيونز ليغ" والتي قد تتصف بالملل أحياناً.
حقق يونايتد أرباحاً من الدوري أكثر من ريال المتوّج بدوري الأبطال
اللاعبون بهدفهم الأكبر يهمّهم التأهل الى دور الـ16، ثم بعدها الى الأدوار المقبلة. طبعاً لا أحد من هذه الفرق، أو من اللاعبين، يصرّح بالقول إن هناك هدفاً مبطَّناً، هو العائدات المادية والجوائز التي يحصلون عليها بعد كل فوز، وبعد كل دور.
الفائز بهذه البطولة يجني ما يقارب 55 مليون يورو من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بينما يحصل الوصيف على ما يقدر بـ50 مليون يورو.
لا تقف هذه الجوائز عند هذا الحد، بل تصل الى 75 و70 مليون يورو.
يبلغ إجمالي جوائز هذه البطولة للموسم الحالي ملياراً و257 مليون يورو، مقسمةً إلى 724.4 مليون يورو جوائز مالية، و482.9 مليون يورو قيمة عائدات البث التلفزيوني التي يختلف توزيعها حسب تصنيف البطولات الأوروبية.
هذه الأرقام جاءت بعدما أعلنت رابطة أندية كرة القدم الأوروبية عن الزيادة الكبيرة في قيمة الجوائز المالية بين عامي 2015 و2016، وهو ما دفع الأندية المشاركة إلى التنافس بكل قوة على الوصول إلى الأدوار المتقدمة.
النتائج التي تحققها الفرق في الدور الأول ليست هي ما يرجو الجمهور مشاهدتها، أو الاستمتاع بها. لا تدخل مباريات القمة في هذا الإطار، مثل مباراة مانشستر سيتي – برشلونة غداً، بل على العكس، تأتي هذه المباريات كنهائي مبكر، لكي تُشبع ما يتلهف اليه المتتبعون، وتعوّض عن باقي المباريات.
من السهل توقّع الفائز في معظم مباريات الدور الأول، وهذا ما جعل عدداً من الأندية الكبرى يفكر سابقاً بأن يقوم بدوري مستقل، يعتمد على خروج المهزوم سريعاً، بالتوازي مع دخول الأموال بشكل أقل طبعاً مما يقدمه الـ"يويفا" حالياً.
هذا الخوف من أن تدخل الأندية في بطولة مستقلة، واللعب على وتر دخول كل أموال البث التلفزيوني إلى خزائن هذه الأندية، دفع الاتحاد الأوروبي الى إدخال تعديلات على دوري الأبطال كتعويض لهذه الأندية.
يمكن القول إن هذه الأرقام، حتى بارتفاعها، ليست مرضية للجميع، خاصة حين ورد أن ريال البطل حصل على حوالى 65 مليون يورو، بينما حصَّل مانشستر يونايتد، الموسم الماضي، في الدوري الإنكليزي الممتاز، حوالى 75 مليون يورو كرقم قياسي في تاريخه، بعد موسم غير ناجح.
ترجع القوة المالية الى العائدات الكبيرة من البث التلفزيوني التي تعود الى أندية الـ"بريميير ليغ"، ومع هذه الأرقام، أدخلت الـ"يويفا" تعديلات سريعة.
رغم ذلك، ستنتفي خطورة تشكيل بطولة توازي دوري الأبطال، إذ إنه لا محفّز يجعل الأندية الإنكليزية، الكبيرة منها والصغيرة، تدخل في بطولة جديدة، وهي في غنى عن البطولتين معاً من الناحية المادية.
لا يبدو أن هناك، في الأفق، أيّ تغيير من ناحية القوانين التي وضعتها الـ"يويفا"، إذ إن رفع العائدات حصل الموسم الماضي.
لكن يجدر القول إنه على الـ"يويفا" أن لا يخطو خطوة مشابهة للخطوة التي نفذها في كأس أوروبا بتحويل عدد المنتخبات من 16 الى 24، ما يقلل من الإثارة في البطولة، مثل ما حصل في "يورو 2016"، وأن يبقى الـ"تشامبيونز ليغ" على حاله، على أقل تقدير، كي لا يزيد ملل الدور الأول.