مهمة جمال الحاج صعبة جداً. هي لا تتوقف على أن الفريق يحتل المركز الحادي عشر برصيد نقطتين ومن دون أي فوز بعد أربع مباريات، بل في كون الظروف التي تحكم النادي صعبة جداً من خلال الأجواء الداخلية والحالة النفسية للاعبين ومستواهم الهابط.بدا الحاج في المؤتمر الصحافي الذي حضره نائب الرئيس صلاح عسيران وعضو اللجنة الادارية سامي الوزّان ومدير الفريق الجديد بهيج قبيسي متأثراً في حديثه عن الظروف التي أحاطت بمجيئه لتسلّم القيادة الفنية خلفاً للروماني تيتا فاليريو الذي حزن الحاج لعدم تقدير ما فعله، فجرى نسيان الايجابيات والكؤوس التي أحرزها ولم تبقَ سوى النتائج السيئة. وأشار الى أنه شخصياً كان يفضّل بقاء فاليريو، لكنه كان يعلم ضمنياً أن المدرب الروماني لم يعد يملك ما يمكن تقديمه الى الفريق.
الحاج أكّد أنه ينزعج من كلمة "مبروك" ويفضّل "موفّق" في ظل ما يواجهه من صعاب. ورغم أن كثيرين نصحوه بعدم قبول المهمة، إلا أنه وافق بسبب صعوبة الظروف، "فالأمور لم تعد تحتمل تجارب، حتى لو كان الموضوع على حساب اسمي وتاريخي فقد قبلت المهمة بهدف إنقاذ الفريق ومنعه من الدخول في النفق المظلم. نحن لا نريد بطولات ولا آسيا، بل نريد إبراز إمكانيات كل لاعب والنتائج الجدية تأتي وحدها".
وبدا واضحاً الدعم الاداري للحاج، خصوصاً من خلال كلام عسيران الذي شرح تفاصيل ما حدث، معتبراً أن قرار التغيير اتخذ قبل ثلاثة أسابيع، وتحديداً بعد لقاء الأنصار حيث إن المدرب الروماني لم يكن مرتاحاً وطلب الرحيل. وعليه، جرى التواصل مع مدربين اثنين، أحدهما المصري عبد العزيز عبد الشافي وآخر لا يريد الإفصاح عن اسمه، لكن لم يتم الاتفاق معهما. فلم يكن من حلّ سوى اللجوء الى "ابن النادي"، فطلبت الإدارة منه تسلّم المسؤولية، خصوصاً أنه يعرف أدق التفاصيل في النادي، كونه مستشاراً للنجمة ويتم أخذ رأيه في الكثير من الأمور.
إذاً الكابتن جمال شريك في المسؤولية ويتحمل في جزء منها ما وصلت اليه الأمور، فكيف يكون شريكاً ومنقذاً في الوقت عينه؟
سؤال يجيب عنه الحاج، معتبراً أن رأيه كان استشارياً فقط والقرار النهائي لفاليريو الذي كان هو صاحب المسؤولية، سواء في التعاقدات أو الاستغناءات، "وأنا أحترم نفسي، وكما أني لا أقبل التدخل في عملي لا يمكن أن أتدخل في عمل أي مدرب. وعلى سبيل المثال كنت أتمنى لو وافق فاليريو على استقدام عبدالله طالب من طرابلس، إضافة الى قرارات أخرى لا يفيد الكلام عنها حالياً".
أمر آخر يمكن الوقوف عنده في وصول الحاج الى تدريب النجمة هو سيرته الذاتية التدريبية وخبرته في هذا المجال؛ فنادي النجمة نادٍ كبير يحتاج الى مدرب خبير، والحاج رغم أنه كان من أفضل لاعبي لبنان، وهو من أفضل المحللين الكرويين على التلفزيون (لم يحسم مسألة تركه لعمله السابق معتبراً أن المسألة عند إدارة قناة الجديد) إلا أنه على الصعيد التدريبي لم يخض تلك التجارب الكبيرة تدريبياً.
أمرٌ أيضاً يردّ عليه الحاج، مؤكداً أن المدربين الناجحين في أوروبا هم من الشباب "ولا يوجد مدرب يملك كل شيء مهما كانت خبرته كبيرة. وما يحدد نجاح أيّ مدرب هو الظروف التي تتوافر له".
وستكون مباراة التضامن صور هي أول استحقاق لجمال الحاج غداً في صور، وهي مباراة بدأ العمل عليها من يوم الاثنين على صعيد رفع الروح المعنوية لدى اللاعبين، وهو ما أكّده مدير الفريق الجديد و"ابن النادي" أيضاً بهيج قبيسي، كاشفاً عن إقامة معسكر داخلي، ورافضاً تقديم وعود، لكنه أكّد أن جميع اللاعبين يد واحدة.
لكن الغيابات الكثيرة ترخي بثقلها على الفريق، وآخرها حمزة سلامي الذي تحدث نائب الرئيس عسيران عن موضوعه، معتبراً أن المسألة لا تعود إلى النادي، كونها تتعلق باللاعب وناديه نفط ميسان من جهة ونادي الصفاء من جهة أخرى، "وهناك تواصل مع الصفاء، كما أن محامي اللاعب سيقدم استئنافاً للفيفا، وبالتالي لا يمكن جزم مسألة مشاركة سلامي غداً من عدم مشاركته".