منذ نحو اسبوع، واثناء الحفر على طريق الفرزل قضاء زحلة لبناء البنى التحتية لشبكتي المياه والصرف الصحي، اكتُشفت مقبرة من العهد الروماني. في البداية تبيّن وجود ناووسين اثنين، في داخل كل منهما عظام تعود لأربع جثث، وعلى الفور قام مواطنون كانوا بالقرب من عمليات الحفر بإبلاغ مديرية الآثار التي حضرت واوقفت العمل الى حين نقل الناووسين الى متحف بيروت. نواويس أخرى تبيّن انها موجودة في المنطقة أثناء عمليات الحفر، الا أن المستغرب كان رفض المديرية الحفر لنقلها، بل فضلت ابقاءها تحت الارض!يقول مسؤول منطقة البقاع الغربي في مديرية الاثار رافي جرجيان، ان النواويس الأربعة التي اكتشفت تقع تحت مستوى الحفريات الذي ستصل اليه الشركة المتعهدة للبنى التحتية، وبالتالي لا حاجة الى رفعها لأنها لن تعرقل المشروع، وابقاؤها هو للمحافظة عليها إذ ان رفعها يحتاج الى اربعة أشهر. ان هذا الإكتشاف مهم لسببين، وفق جرجيان: اولاً لناحية محتويات المعلومات الاثرية الغنية، إذ لم تكن المديرية تملك معلومات عن وجود مخزون اثري مهم في منطقة الفرزل التي تبين انها غنية بالمواقع الاثرية وبالمقالع الرومانية، وثانيا لناحية الوعي الذي بات موجودا عند الناس تجاه اهمية المحافظة على الآثار واندثار الفكرة المتداولة بأن النواويس تحتوي كنوز ما يدفع الناس الى تخريبها بهدف البحث عنها. فمن النادر جدا أن لا يعبث الناس بمحتويات النواويس وبالتالي "وقد حصلنا على ناووس لم يمسه احد". يقول جرجيان ان "الهياكل العظمية لا تزال موجودة داخل احد الناووسين من دون اي بعثرة، اما الناووس الآخر، فقد بُعثرت العظام الموجودة فيه قبل وصولنا".