من الواضح أنّ خيبات الموسم الماضي تلقي بظلالها على التحضيرات لموسم دراما رمضان المقبل. فشركات الإنتاج الكبرى تخطو نحو الموسم الجديد بخطواتٍ بطيئة، لا توحي بالتفاؤل. «سما الفن» صاحبة أرشيف الأعمال التلفزيونية السوريّة الأكثر غنىً (خلال حقبة «سوريا الدولية»)، تأخرت بإعلان مشاريعها. وربمّا عاد ذلك إلى الحذر، بعد موسم «الندم»؛ العمل الوحيد بين إنتاجاتها الثلاثة في الموسم الفائت الذي حقق أصداءً طيّبة، وفاز أخيراً بذهبية الدراما الاجتماعية العربية لـ «مونديال القاهرة للأعمال الفنيّة والإعلام». في المقابل، كانت نتائج مسلسلي «أحمر» و«بقعة ضوء 12» مخيّبة. مع ذلك، تنوي الشركة إطلاق جزءٍ جديد من السلسلة الانتقادية التي فقدت بريقها خلال السنوات الأخيرة، سيخرجه فادي سليم، إلى جانب مشروع تلفزيوني ثانٍ بدأ المخرج سامر برقاوي تصويره في دمشق، ويفتح فيه شبابيكه على «المجتمع السوري الجديد» (الأخبار 15/11/2016)، بعدما شرّعها لثلاثة مواسم للدراما المستنسخة بوصفةٍ «لبنانية - سورية» أصابت نجاحاً جماهيرياً، يوازي ما طاولها من انتقادات.وتضع «سما الفن» مشروعين آخرين ضمن خطتها لـ2017: «جريمة حب» (يجمع مجدداً رافي وهبي كاتباً، والمخرج الليث حجّو)، و«قناديل العشّاق» من تأليف خلدون قتلان، وإخراج سيف الدين سبيعي.
المؤسسة العامّة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي «سوريانا»؛ استكملت التحضيرات لخطوتها التالية بعد مسلسل «أزمة عائلية» (تأليف شادي كيوان، إخراج هشام شربتجي). كشف ماهر عزّام مدير إدارة الإنتاج في المؤسسة لـ «الأخبار» عن اتفاق مبدئي مع النجم سلّوم حدّاد، على أداء دور البطولة في مسلسل «أسوار دمشق» (تأليف حازم صمّوعة، إخراج مروان بركات)، ويتوقّع أن يبدأ التصوير أواخر الشهر الحالي، أو مطلع الشهر المقبل.«كلاكيت» مشغولة حالياً بانطلاقة برنامج «أراب كاستينغ»، الذي ستوظف نجاح النسخة الأولى منه بإنتاج مسلسل (90 حلقة) يحمل عنوان «جيران» (تأليف الكاتب ممدوح حمادة، ويرجّح أن يخرجه عامر فهد)، وسيكون بين أبطاله «نجوم» البرنامج الشباب بجزءيه الأوّل والثاني. ويستمّر الحديث منذ ثلاثة أعوام عن قرب إنجاز مشروع مسلسل «الحرملك» للكاتب خلدون قتلان، وما زال اسم سيف الدين سبيعي مطروحاً لإخراجه.
«غولدن لاين» ستعرض في موسم 2017، ثاني أجزاء «خاتون» الذي أصاب نصيباً من النجاح الموسم الفائت (عن قصّة لطلال مارديني أعدّها وعالجها درامياً سيف رضا حامد)، وتُعدّ لمشروعٍ شاميٍّ آخر بعنوان «وردة وجوريّة» (تأليف سليمان عبد العزيز) مع المخرج ذاته تامر إسحاق. كذلك ستطلق «صرخة روح» خامسة (لبنانية ــ سوريّة على الأرجح، كما في النسخة الرابعة من المشروع المثير للجدل)، وتبحث إدارة الشركة أيضاً إنتاج مسلسل «هارون الرشيد» (الأخبار 3 /8/ 2016).
شركة «قبنض» تدرس إنتاج مسلسلين جديدين لرمضان: الأول اجتماعي «الغريب» (تأليف عبد المجيد حيدر)، والثاني سيكون رابع أجزاء المسلسل الشامي «طوق البنات» (للكاتب أحمد حامد)، بعدما أنهى المخرج محمد وقّاف تصوير ثلاثيات «حكم الهوى» (تأليف ريم عثمان). وتخبئ الشركة للموسم المقبل؛ ثاني أجزاء «عطر الشام» (تأليف مروان قاووق، إخراج محمد زهير رجب)، وأُنجِزَ تصويره منذ الموسم الفائت.
شركات الإنتاج الكبرى تسير نحو الموسم الجديد بخطى بطيئة

شركة «إيبلا»، لم تؤكد رسمياً بعد عودتها للإنتاج هذا الموسم، بعد انقطاع موسمين منذ «قلم حمرة» (2014). وجديدها أحدث نصوص الكاتب عدنان العودة «أوركيدا» من إخراج حاتم علي. فيما تواصل المخرجة رشا شربتجي تصوير «شوق» (تأليف حازم سليمان)، أوّل إنتاجات شركة «إيمار الشام» التي يحسب لها الانطلاقة بإنتاجٍ ضخم وسط ظروف التسويق المعقّدة. كذلك خاضت ثلاث شركات سوريّة جديدة مغامرة دخول السوق؛ «حاتم للإنتاج الفني» حيث شارف مهند قطيش على إنهاء تصوير العمل الأوّل من إنتاجها «هواجس عابرة» (مسلسل كوميدي كتبه قطيش بالشراكة مع حسن مصطفى)، وشركتا «زوى» و«النحّاس» اللتان تُعَدّ مغامرتهما مضاعفة بإنجاز مسلسلٍ ينتمي إلى نوعٍ جديد على الدراما السوريّة «الرابوص» (تأليف محمد سعيد حنّاوي، إخراج إياد النحّاس ــ الأخبار 30/7/2016).
وتُعدّ «زوى» أيضاً لجديد النجمة السورية أمل عرفة كاتبةً وممثلةً (يُكتَب النص حالياً بالشراكة مع زهير قنوع)، ويرجّح أن يكون من إخراج كنان صيدناوي.
كذلك، أنجز مظهر الحكيم كاتباً، ومخرجاً، ومنتجاً مسلسل «طلقة حب» ليكون بين قائمة عروض دراما رمضان 2017، التي لن تخلو بطبيعة الحال من جزءٍ جديد من «باب الحارة» (الجزء التاسع)، عن نص لسليمان عبد العزيز، أجريت عليه تعديلاتٌ بناءً على وجهة نظر نجم العمل عبّاس النوري، واشتراطاته، يخرجه ناجي طعمي، تحت إشراف «الآغا» بسّام الملّا، صاحب المشروع الذي لا يزال يبيض ذهباً.
أخيراً، أنهى ميشيل مليكيان في دمشق، المرحلة الأولى من تصوير فانتازيا كوميدية، تتسم شخصيّاتها بالغرائبية، تحت عنوان «كعب عالي» (تأليف مجموعة كتّاب، إنتاج «كراميل آت هاوس»). وانتقل فريق العمل إلى بيروت لاستكمال التصوير، كذلك انطلق في العاصمة اللبنانية مسلسل «مذكرات عشيقة سابقة» (تأليف نور شيشكلي، إخراج هشام شربتجي، إنتاج Mars Media Production، إشراف فني مازن طه)، وكلا المشروعين لبناني ــ سوري.
وفي الوقت المستقطع، تجتهد معاهد التمثيل الخاصة بإعداد كوادر جديدة من الممثلين الشباب خارج الإطار الأكاديمي الرسمي للمعهد العالي للفنون المسرحية، ويسعى الفنيّون والكتّاب إلى تنظيم أنفسهم في تجمعات شبه نقابية، تكفل حفظ حقوقهم المُنْتَهَكة، بسبب ارتهان حركة الإنتاج لمتطلبات السوق، بينما يزدهر البحث عن آفاقٍ الاستثمار الرقمي في الدراما السوريّة، ما يعني أنّ هناك مَنْ يواصل العمل كي تستمر هذه الصناعة، رغم المؤشرات المقلقة على انهيارها.