مع قرب إسدال الستار على عام 2016، أطلقت المغنية اللبنانية تانيا صالح (1969 ــ الصورة) فيديو كليب لأغنية «طريق الحب» من ألبومها الرابع «شوية صور» الذي أبصر النور قبل عامين.
الأغنية التي وقع عليها الاختيار للتصوير بعد «شبابيك بيروت» و«هي لا تحبّك أنت»، من كلمات تانيا ومن ألحان الراحل بوغوس جيلاليان، ومن توزيع إدوارد توريكيان. تُبحر الأغنية الهادئة في معنى الحب الأبدي الذي يحتاج إليه الجميع اليوم، في ظل كل البشاعة والموت والحروب التي تحيط بنا. ولأنّ جيلاليان وضع الموسيقى أوّلاً لكي تغنّيها إحدى الجوقات في عيد الميلاد، أحبّت تانيا صالح أن تُطلق الشريط المصوّر الذي يحمل توقيع المخرج عبيده صيداني (من شركة Les Folies Designhaus ــ دبي) قبيل الاحتفال بهذه الذكرى هذا العام. «شعرت بأنّ هذه الخطوة قد تكون بمثابة تحية له ووفاء لذكراه وللهدف الرئيسي من تأليف هذا العمل»، تقول تانيا في اتصال مع «الأخبار». وتلفت في سياق حديثها إلى أنّها حصلت على اللحن من زوجة الراحل بعد وفاته، ورغبت في وضع كلمات عن الحب الأبدي «لكي لا تبقى مرتبطة بالميلاد ولا تُطبع في أذهان الناس على أنّها موسمية».
العمل على الكليب استغرق أكثر من سنة ونصف سنة، لأنّ تنفيذه يعتمد بشكل أساسي على الغرافيكس: «هذا أسلوب عبيده في الشغل، فهو يمزج كثيراً بين الغرافيكس والأنيمايشن ويحرص على التفاصيل. إنّه موهوب جدّاً. يحاول دائماً أنّ يخلق أفكاراً جديدة و«أوريجينال».

استطاع أن يرينا الوقوع في الحب... صوب الجحيم أو الجنّة... لا ندري!». في سياق متصل، تؤكد صالح أنّها ليست صاحبة فكرة الكليب، مع العلم بأنّها تابعت أدق التفاصيل أثناء التنفيذ: «أحب أن يأخذ الفنان هامش حريّته كاملاً لأنّ النتيجة تكون أفضل في النهاية من تلك التي نحصل عليها إذا كبّلناه بالملاحظات».
نحن أمام كليب مختلف عمّا ظهرت من خلاله تانيا صالح في السابق، خصوصاً في الأغنيتين الأخيرتين. في «شبابيك بيروت» (إخراج شادي يونس)، كنّا أمام واقعية شديدة من قلب حيوات الناس اليومية في العاصمة اللبنانية، بينما رأينا في «هي لا تحبّك أنت» (إخراج أمين دُرّة) فانتازيا لم تنفصل كليّاً عن الواقع.
في سياق آخر، لن يكون على جدول أعمال صاحبة أغنية «عمر وعلي» أي حفلات حتى شهر شباط (فبراير) المقبل، إذ تركّز حالياً على التحضيرات للألبوم المقبل. هكذا، ستجول بين مصر وتونس والمغرب وغيرها من البلدان لتنفيذه، قبل أن تكشف عنه النقاب في نهاية صيف 2017. وعلى خلاف «شوية صور» الذي اضطرت للجوء إلى التمويل الجماعي (الـ crowdfunding) عبر موقع «زومال» لتأمين التمويل اللازم لإصداره، سيكون الألبوم المقبل من إنتاج شركة KKV النروجية التي ساعدتها في التجربة الماضية. لا تخفي تانيا سعادتها بالحصول على التمويل اللازم «بدعم من وزارة الخارجية في النروج أيضاً»، غير أنّها تشدد على أنّ الأمر يولّد «فرحاً ممزوجاً بالحزن. من المؤسف أن نُجبر على القبول بمساعدة الغرب بدلاً من أن يحتضننا وطننا أو البلدان العربية على الأقل».