أعرب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى في بلاده، أمس، عن «غضب» سعودي يتنامى من الإخفاق المستمر في الحرب التي تخوضها بلاده وتترأس من أجلها تحالفاً عسكرياً، قائلا إن «أمن اليمن من أمن المملكة... ولن نقبل بأي تدخل في شؤونه الداخلية». وتحدث سلمان بصورة مقتضبة عن الملامح العامة لسياسة بلاده الداخلية والخارجية، مشيراً إلى توزيع كلمة مفصلة بشأن تلك السياسات على أعضاء المجلس.
وأضاف: «نرى أن أمن اليمن الجار العزيز من أمن المملكة، ولن نقبل... ما يؤثر على الشرعية فيه، أو يجعله مقراً أو ممراً لأي دول أو جهات تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها».
يأتي كلام الملك السعودي بعد يوم من حديث أميركي عن «تعليق» توريد بعض الأسلحة إلى الرياض، خاصة القنابل الذكية، إلى أن يعاد تدريب السعوديين على توجيه القصف بعد «أخطاء أدت إلى مقتل مدنيين»، فيما سيكون الدور الأميركي، وفق مسؤولين، مقتصراً على دعم لوجستي في الوقت الراهن. وفيما ينظر كثيرون إلى أن هذه القرارات تأتي في سياق امتصاص الحديث الدولي عن تجاوزات في اليمن، فإن السعوديين لا يخفون توتر العلاقة مع الإدارة الأميركية الحالية، وكذلك توقعهم بالنسبة إلى الإدارة المقبلة.

الجرائم والتفجيرات وكذلك الانقسام والخلافات مستمرة في مناطق هادي

سلمان الذي تواصل بلاده وتيرة القصف الكبير في اليمن، أعرب عن أمله في «نجاح مساعي الأمم المتحدة في الوصول إلى حل سياسي في اليمن وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني». وقال في الكلمة نفسها، إن «سياستنا الداخلية تقوم على ركائز أساسية تتمثل في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار والرخاء في بلادنا، وتنويع مصادر الدخل، ورفع إنتاجية المجتمع».
في المقابل، اتهم رئيس حكومة «الإنقاد» في العاصمة اليمينة صنعاء، عبد العزيز بن حبتور، بريطانيا بارتكاب جرائم حرب، عبر تزويد قوات تحالف العدوان بالأسلحة التي تستخدم «لقصف الشعب اليمني». وقال في حديث إلى قناة «سكاي نيوز» أمس، إن بريطانيا باعت «قنابل عنقودية للسعودية، وكانت تعرف أنها سوف تستخدم ضد اليمنيين»، مضيفاً: «لا أظن أنهم مذنبون بجرائم حرب؛ أنا متأكد من ذلك... إنهم يشاركون في قصف الشعب اليمني».
ويأتي كلام بن حبتور بعد أيام من أقوال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي تعرض للتوبيخ الأسبوع الماضي من حكومته، بعدما اتهم السعودية بدعم «حروب بالوكالة»، لكنه عاد وبرّأ المملكة من أي جرائم في اليمن.
على صعيد آخر، نفى قيادي في حزب «التجمع اليمني للإصلاح» (جماعة «الإخوان المسلمون»)، يدعى الحسن أبكر، تهماً وجهت إليه من وزارة الخزانة الأميركية بدعمه الإرهاب وأنه على صلة بتنظيم «القاعدة»، ما أدى إلى فرضها عقوبات عليه، وعلى عبد الله الأهدل (أحد مشايخ التيار السلفي). ووفق بيان صحافي، أنكر أبكر، وهو أيضاً ضابط في القوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي برتبة عميد، الاتهامات الأميركية، متحدثاً عن «زيفها واختلاقها».
في غضون ذلك، وامتداداً لسلسلة التفجيرات وغياب الأمن في جنوبي اليمن والمناطق التي يسيطر عليها هادي، عُثر في مديرية المنصورة، جنوب مدينة عدن، على خمس جثث لأشخاص مجهولي الهوية، دُفنت بالقرب من محمية الحسوة الطبيعية. ولم توضح المصادر الأمنية توقيت وقوع الجريمة، لكنها قالت إن «ملامح الضحايا طُمست... (ثمة) عملية إعدام جماعي تعرّضوا لها».
كذلك، لا يزال مشهد الانقسامات متوالياً هناك، خاصة بعدما ألقى جنود غاضبون الحجارة على سيارة وزير الدفاع السابق اللواء هيثم قاسم، أثناء خروجه من قاعدة العند الجويّة، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالسيارة. وقال مصدر عسكري في العند إن «أكثر من ألفي جندي رفضوا في وقت سابق عرضاً بالقتال في محافظة تعز (ضد «أنصار الله» والجيش اليمني)، ما أدى إلى الاستغناء عنهم وإخراجهم من القاعدة العسكرية، الأمر الذي رآه هؤلاء الجنود تعسّفاً بحقهم، وحاولوا (أول من أمس) دخول القاعدة العسكرية، لكنهم منعوا من ذلك».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)