لا يزال برشلونة يحارب على ثلاث جبهات هذا الموسم، وهو يفتح الليلة صفحة العام الجديد بمقابلة مضيفه أتلتيك بيلباو في ذهاب دور الـ 16 لمسابقة كأس إسبانيا. هذه المسابقة التي يراها البعض أقل أهمية من غيرها، لا ينظر إليها النادي الكاتالوني النظرة نفسها، إذ بالنسبة إلى "البرسا" لطالما عُدَّت على قدرٍ عالٍ من الأهمية، إذ يكفي أن تحمل اسم كأس الملك لكي تخلق رغبة أكبر للبرشلونيين من أجل الفوز بها، وذلك في إطار الصراع السياسي الأزلي مع العاصمة مدريد.
أضف أن كأس الملك تحمل أهمية معنوية كبيرة بالنسبة إلى برشلونة لأسباب ترتبط بالسجل التاريخي لهذه المسابقة، على اعتبار أن برشلونة يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها (28 مرة)، ويريد تعزيز هذا الرقم، انطلاقاً من مواجهة بيلباو الذي يعدّ هدفاً رئيساً لبرشلونة في مسابقة الكأس، لكونه ثاني أكثر الفرق فوزاً بها (23 لقباً)، وما إزاحته عنها إلا عملية تشبه ضرب عصفورين بحجرٍ واحد.
كذلك، يتطلع برشلونة إلى عدم اعتبار كأس الملك أقل أهمية من الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا، لأنه ببساطة فاز بها في الموسمين الماضيين، وهو يصعب عليه كالعادة النزول عن منصته ما دام قادراً على البقاء عليها...

فتح معارك على جبهات ثلاث يتطلب مقاربة مختلفة في سوق الانتقالات وغرف الملابس


لكن فتح معارك على جبهات ثلاث يتطلب مقاربة مختلفة، إن كان في سوق الانتقالات أو في غرف الملابس. وهنا الحديث عن كيفية تعامل المدرب لويس إنريكه مع المرحلة المقبلة التي ستكون مزدحمة بالمباريات ومتشعبة في آنٍ واحد. فبعيداً عن موقعة الليلة، يعلم برشلونة أنه لم يحسم أي شيء بعد، إن كان في "الليغا" حيث يتأخر عن غريمه ريال مدريد بفارق ثلاث نقاط (يملك الريال مباراة أقل)، أو في دوري أبطال أوروبا حيث تنتظره مهمة غير سهلة في دور الـ 16 أمام باريس سان جيرمان بطل فرنسا.
من هنا، يبدو اعتماد مبدأ المداورة أولوية لا جدال فيها، في وقتٍ لم يظهر فيه لويس إنريكه رجلاً موثوقاً به في خطوة كهذه، وقد ثبت هذا الأمر في محطات عدة خلال الموسم الحالي عندما أخطأ في حساباته لاستبدال لاعبيه المصابين أو الموقوفين. وهذه المسألة من دون شك تبدو مقلقة، إذ إن "البرسا" سيكون مطالباً بخوض مباراتين أسبوعياً قبل أن يدخل في ما يسمى فترة الحسم التي يُفترض أن يكون فيها بجاهزية تامة لكي ينهي موسمه بأفضل طريقة ممكنة.
لكن لويس إنريكه لم يتحرك حتى الآن باتجاه الإدارة، ولم تتحرك هذه الأخيرة باتجاه سوق الانتقالات الشتوية، حيث لا يخفى أن برشلونة بحاجةٍ إلى أن يكون فيه، أقلّه للتوقيع مع ظهير أيمن يمكنه القيام بهذا الدور بأفضل شكلٍ ممكن، فالأمر الواضح أن من بنى عليه الآمال، أي اليكس فيدال، لن يكون يوماً ذاك اللاعب المنشود في المركز المذكور، بينما يشغل سيرجي روبرتو مركزاً لا يشبه أبداً ذاك الذي عرفه منذ انطلاق مسيرته في النادي الكاتالوني.
لكن مشاكل "البلاوغرانا" على صعيد تدوير التشكيلة قد تبدو في أماكن مختلفة، وخصوصاً إذا ضربت الإصابات خطوط الفريق، فالخوف من فقدان جيرارد بيكيه والفرنسي صامويل أومتيتي بات أمراً واقعاً بسبب تأثير هذا الغياب على خط الظهر. كذلك، ينطبق الأمر على خط الوسط عند غياب القائد أندريس إينييستا، حيث بدا جليّاً أنه لا يوجد أي لاعب وسط في تشكيلة لويس إنريكه يمكنه ان يكون خلّاقاً على شاكلة "الرسام"، وهو أمر مقلق حتى إذا ما نظر القيّمون على النادي الكاتالوني إلى المستقبل، بحيث لا يرون خليفة حقيقية لإينييستا الذي قد لا يتكرر، لتتكرر بالتالي التجربة المريرة التي شهدت رحيل شافي هرنانديز وعدم التمكن من إيجاد بديلٍ بمستواه، وهو الملف الذي فُتح مجدداً مع تراجع مستوى الكرواتي إيفان راكيتيتش في بعض المباريات، وعدم ارتقاء الوافد الجديد البرتغالي أندريه غوميش إلى مستوى من يستحق ارتداء القميص الأزرق والأحمر.
برشلونة في أزمة؟ الجواب هو لا حتى كتابة هذه السطور، لكن قراءة للوضع العام ونظرة مُسبقة إلى الشهرين المقبلين وحسابات لويس إنريكه تجعل هذا العنوان قابلاً للتوقف عنده، ومن يدري ربما لاستخدامه في فترة لاحقة.




نتائج البطولات الأوروبية الوطنية

إنكلترا (المرحلة 20)

توتنهام – تشلسي 2-0
ديلي آلي (45 و54).

- ترتيب فرق الصدارة:
1- تشلسي 49 نقطة من 20 مباراة
2- ليفربول 44 من 20
3- توتنهام 42 من 20
4- مانشستر سيتي 42 من 20
5- أرسنال 41 من 20


كأس إسبانيا (ذهاب دور الـ 16)

ريال مدريد - إشبيلية 3-0
خاميس رودريغيز (11 و44 من ركلة جزاء) والفرنسي رافاييل فاران (29).

ريال سوسييداد - فياريال 3-1
ويليان جوزيه (17) وكارلوس فيلا (33) وميكل أوارزابال (73) لريال سوسييداد، ومانويل تريغويروس (77) لفياريال.

ألكوركون (درجة ثانية) - قرطبة (درجة ثانية) 0-0

- الخميس:
أتلتيك بلباو - برشلونة (22,15)