حال قوى 14 آذار لا تسرّ أعداءها. الفريق الذي ظن عام 2005 أن في مقدوره أن يحكم لبنان، وأن نهاية «التاريخ السياسي» ستكون على يديه، تحوّل إلى مجموعة من القوى المتصارعة التي تبحث كل يوم عن اشتباك في ما بينها.
لم يعد لديها عدوّ يوحّدها. على العكس من ذلك، يخطب كل منها ودّ الخصم، ورهاناتها الإقليمية فشلت. عصبها المالي لم يعد موجوداً في ظل الشح السعودي، تماماً كما شعاراتها السياسية التي تساقط واحدها تلو الآخر. لم تعد لديها «معارك كبرى»، فقررت ملء الفراغ بمناوشات لا تنتهي، كان آخرها الاشتباك العنيف بين القوات والكتائب، واتهام الأخيرة بالانفتاح على سوريا، واستعادة جذوة تمرّد اللواء أشرف ريفي على تيار «المستقبل». إنه ببساطة زمن أفول 14 آذار