يبدو أنّ الموسم الرابع من «بلا تشفير» على «الجديد»، وجد ضالته في التركيز على وجوه جدلية، منها هامشية نفختها السوشال ميديا كأمل حمادة، ومنها مصففو شعر أمثال فيفو وجو رعد. عُرف الأخير بخوضه مجال الغناء والإستعراض. أما فيفو، فكان ملعبه مواقع التواصل الإجتماعي، الذي نقل من خلاله صورة عن حياته وطريقة تفكيره.
إذا ما استثنيا الفنانة ليليان نمري التي أخطأت في دخول لعبة هذا البرنامج وخرجت خاسرة، إذ استغل تمام بليق رقة مشاعرها بغية الإنقضاض عليها بأسئلة ثقيلة وجارحة كـ «ما تجوزتي لأنك ناصحة»... إذا ما وضعنا نمري جانباً، ورسمنا مشهدية إنتقاء الضيوف الآنف ذكرهم، ما عدا حمادة، فبالتأكيد سنلحظ لعباً على وتر الميول الجنسية عند هؤلاء. أتى بليق برعد وفيفو، وشهدنا في حلقة الأخير تدّخل بليق بشكل فاضح وغير لائق بميوله الجنسية والشخصية الخاصة جداً. وفي حلقة مصفف الشعر جو رعد أمس، أعاد مقدم البرنامج الكرّة، لكن ليس بشكل صريح بل عبر سلسلة أسئلة مضحكة، من دون أن ينطق بالسؤال بشكل مباشر «هل أنت مثلي؟». كرر بليق مرتين على مسامع رعد إن كان «متأكداً من أنه ناطر بنت الحلال؟» وفي سره ربما، كان يردد «إبن الحلال»، ليعود من زاوية أخرى تربط المثلية بالتعرض لتحرش جنسي، ليسأل رعد: «هل تعرضت أنت وصغير لتحرّش جنسي؟». وركز فيما بعد على نمط ثيابه التي غمز من خلالها أنّها «نسائية».
طبعاً، لم يتجرأ بليق ــ كما كان معتاداً ــ على الدخول في هذه اللعبة المهينة. بدا رعد ــ على خلاف المتوقع ــ قوياً، حاضر الذهن، حاسماً في تجنب الوقوع في أفخاخ البرنامج. لم ينجح بليق في جرّ ضيفه، الى مستنقعاته ولعبة الإهانات والمحاكمة وصولاً الى التجريح الشخصي. عرف مصفف الشعر كيف يوقفه عند حدّه بجدية، في العديد من الأماكن.
ليس خافياً على أحد، الخلفية الثقافية لمقدم البرنامج الذي ينضم ربما الى حزب رجم المثليين وكل الفئات المشابهة، وإستخدامه لحالات معينة مثيرة الجدل إجتماعياً كي يضعها على مشرحة البرنامج الفضائحي، ويمارس عليها سادية واضحة، ليرفع نسب المشاهدة. قد ينجح في ذلك، لكن الأكيد أن الكرة -إن سلمنا جدلاً بإستمراية البرنامج- ستكون عند الطرف الآخر،كي يأتي الى هذه الحلبة ويجابه، وينجح كما فعل جو رعد أمس.