من الرئيس الآتي لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي؟ يقفز هذا السؤال ليصبح سؤالاً أولاً في مشاورات «التناتش على الحصص» بين الأحزاب، في الانتخابات المقررة، الأحد المقبل. ففي الاجتماع الذي عقد في مقر التيار الوطني الحر، استحوذت رئاسة الرابطة على معظم النقاش بين الأطراف المفاوِضة، فيما ترك الحديث في توزيع المقاعد الـ18 إلى مرحلة لاحقة لكونه يصبح تحصيلاً حاصلاً ولا يستغرق العمل عليه سوى ساعات محدودة، ما دفع البعض للقول إنّه "لو جرى التوافق على الرئاسة لأعلنت اللائحة الائتلافية، يوم الأربعاء".
وعلمت «الأخبار» أنّه دار كلام عام في هذه النقطة، يؤكد أهمية تمثيل الأحزاب وفقاً لكتل تصويتها، أي المندوبون «الملتزمون» الذين جمعتهم لفرض التركيبة التوافقية. مع ذلك، لم تستبعد أكثر من قوة مفاوِضة إمكان أن يكون لديها تحالفاتها الخاصة خارج التوافق، إذا لو لم تنَلْ القوة التمثيلية التي تدعي «امتلاكها». فهل سيشهد الاستحقاق تحالفات لا تعكس الجو الوفاقي العام في البلد أم أن التأجيل، بحجة رداءة الطقس، سيكون خياراً وارداً لاستكمال المشاورات الانتخابية وإذابة الجليد النقابي؟
القوى الساعية إلى الائتلاف حدّدت اليوم الجمعة موعداً لاجتماع ثانٍ في مقر المكتب التربوي لحركة أمل حيث يُنتظر أن تعلن، في نهايته، اللائحة الأساسية وفي كواليس المشاورات، تجاهر كل من حركة أمل وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر بأنها تريد الرئاسة ضمن حصّتها. وقد أتى الكلام في هذا الإطار إما من باب الاحتفاظ «بمسيحية» الموقع وصياغة اتفاق شامل يكون شرطه الأساسي تحقيق التوازن بين المكونات الأساسية في الرابطة أو المطالبة بتكريس مبدأ المداورة المطبّق في انتخابات الروابط الأخرى.

تأجيل الانتخابات قد يكون خياراً وارداً لاستكمال المشاورات


يقول النقابي أحمد الخير، أمين الإعلام في الرابطة الحالية والمفاوض باسم تيار المستقبل، إن اختيار 18 عضواً متجانسين يجب أن يتم قبل حسم الرئاسة التي لم تكن يوماً مذهبية أو طائفية أو مناطقية على مرّ تاريخ رابطة الأساتذة الثانويين، متمنياً أن تكون المكاتب التربوية على قدر من المسؤولية لإنتاج رابطة متفاهمة تحقق مكاسب للأساتذة.
ينفي روك مهنا، المفاوِض باسم التيار الوطني الحر، أن تكون الرئاسة عقدة في المشاورات وما حصل أن طروحات عدة وضعت على الطاولة وهي قيد النقاش هذين اليومين في اجتماعات ثنائية وثلاثية، وسيعود كل مكتب إلى مرجعيته لبلورة الموقف المناسب وإعلانه الجمعة، مشيراً إلى أننا «لم نوصد الباب والجميع مدعو إلى الائتلاف على قاعدة وضع برنامج مطلبي مشترك».
أما لجنة الحفاظ على موقع أستاذ التعليم الثانوي برئاسة النقابي فيصل زيود فلم تتموضع بعد لكونها تختلف مع الأحزاب في منطق المحاصصة وتختلف مع التيار النقابي المستقل في مطلب الـ121% في سلسلة الرواتب الذي يرى أنه يضرب الموقع الوظيفي لأستاذ التعليم الثانوي.
من جهته، أسف التيار النقابي المستقل لأن ينتقل الصراع من محاصصة سياسية إلى محاصصة مذهبية، معلناً أنه سيخوض المعركة تحت عنوان: «الحقوق والمكتسبات والخيار النقابي أولاً».
في انتظار جلاء المشهد الانتخابي، سيكون على أساتذة التعليم الثانوي، الذين خاضوا معارك نقابية كثيرة، أن يبرهنوا عن وعيهم لمصالحهم في صناديق الاقتراع.