يوم الأربعاء الماضي، شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوماً شرساً على الإعلام وتحديداً الموقع الأميركي الشهير BuzzFeed، وشبكة CNN، واتهمهما بالترويج لأخبار خاطئة، تعود الى نشرهما لتقريرين يتضمنان حديثاً عن حيازة روسيا معلومات «غير أخلاقية» عن ترامب. الأخير توّعد الوسيلتين الإعلاميتين بالعقاب، ليفتح بعد ذلك نقاشاً إعلامياً حول آلية نشر المعلومات على المواقع الإلكترونية والمنصات الإفتراضية ايضاً.
وضع تعبير «معلومات خاطئة» من قبل الرئيس الأميركي، فتح الجدل مجدداً حول ما إذا كانت فعلاً خاطئة، أو صحيحة، ودفع موقع Mashable الأميركي الى القول بأن هذا التقرير لم يكن يحتوي على «أخبار مزيفة، بل على معلومات تخص موضوعاً معيناً، وقد يكون هذا الموضوع في الأصل غير صحيح».
فتح النقاش حول نشر الأخبار الكاذبة على المواقع الإلكترونية أو حتى على الشبكات الإفتراضية، دفع bbc، وتحديداً رئيس تحريرها جايمس هاردينغ، الى إعلان تشكيله فريقاً مهمته كشف المعلومات الخاطئة، خاصة تلك الخادعة وتظهر على أنها صحيحة. وضعت الشبكة البريطانية ثقلها في هذه المهمة بغية «إطلاق معركة مضادة للأخبار الكاذبة، وتشويه المعلومات، والمبالغة فيه»، كما صرح هاردينغ.
أطلقت bbc هذه المعركة، بالتعاون مع إدارة فايسبوك، كي يصبح لها الإنتشار الشعبي الأوسع على هذه المنصة، وغيرها من قنوات إتصالية، كي تضحي المعلومات الصحيحة أكثر جاذبية من الأكاذيب. علماً أن الموقع الأزرق سبق له أخيراً أن أعلن عن مجموعة تقنيات وأدوات جديدة تساعد المستخدمين/ات على أن يصبحوا «قراء مطلعين»، ويتصدوا للمعلومات الخاطئة. علماً أن هذه المهمة تندرج ضمن إستراتيجية bbc، المتكئة على التركيز على «الأخبار البطئية» بمعنى التمحّص في المعنى وبالمعلومات، وأيضاً خضوعها لتحقيق وتحليل قبيل نشرها الى الجمهور.