بعد يوم من مهاجمة «حركة أنصار الله» المبعوث الأممي الخاص باليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووصفه بأنه يتصرف كمستثمر لا كطرف محايد، أعلن وزير الخارجية في حكومة «الإنقاذ»، هشام شرف، أن حكومته «ترفض التشاور والتحاور مع فريق الرئيس (المستقيل) عبد ربه منصور هادي وحكومته إلا بعد إعادة فتح مطار صنعاء».
ونقلت مصادر محلية عن شرف، خلال لقائه الدوري أمس مع موظفي الخارجية في مقر الوزارة في العاصمة صنعاء، تشديده على أن «أي مشاورات أو تفاهمات في إطار الحل السلمي يجب أن تسبقها إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام الملاحة الجوية التجارية والمدنية، كبادرة لحسن النية».
هذا الحديث، وفق المصادر نفسها، هو نتيجة توافق مبدئي بين قيادة حزب المؤتمر و«أنصار الله» على تكليف شرف رئاسة وفد صنعاء في أي مشاورات مقبلة مع فريق هادي وحكومته، فيما تم التوافق على تكليف المتحدث باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، نائباً لرئيس الوفد، وعضوية أربعة آخرين يمثلون طرفي التحالف مناصفة. ويأتي ذلك كما يبدو في إطار تعزيز الاعتراف السياسي بـ«الإنقاذ» خلال المرحلة المقبلة.
يشار إلى أن ولد الشيخ عاد أول من أمس إلى الرياض، بعد زيارة قصيرة لعدن التقى خلالها هادي، لكنه لم يكمل جولته بزيارة صنعاء كما كان مقرراً، ولا يعرف هل سيعود إليها لاحقاً أم سيذهب إلى مسقط قبل ذلك.

بينما استمرت المجازر
تمّ التصدي لهجوم جديد في نهم


في غضون ذلك، تستمر أزمة الوقود التي تواجه سكان عدن، وهي كبرى مدن جنوب اليمن والواقعة تحت سيطرة حكومة هادي، وذلك بعد توقف المصفاة النفطية الرئيسية منذ أسبوع عن ضخّ الإمدادات إلى خزانات شركة النفط اليمنية في عدن.
ولم يصدر أي تعليق بعد من الرئيس المستقيل أو حكومته على هذه الأزمة المتفاقمة، فيما تصطف السيارات والشاحنات في طوابير طويلة لا تقل عن كيلومتر أمام محطات الوقود هناك، كذلك انخفضت الكثافة المرورية في شوارع المدينة، وسجلت أسعار المواصلات ارتفاعاً ملحوظاً وصل إلى 50%، وتزايدت أيضاً ساعات انقطاع التيار الكهربائي.
وكان عمال شركة مصافي عدن قد أعلنوا الدخول في إضراب احتجاجاً على توقف صرف رواتبهم. لكن مسؤولين في السلطة المحلية في عدن قالوا إن الأزمة الحالية سببها خلافات بين شركة النفط الحكومية والشركة التجارية المملوكة لرجل الأعمال اليمني أحمد العيسي، وهو المورد الوحيد للمشتقات النفطية إلى عدن والمحافظات المجاورة لها، وذلك بعدما طلبت «شركة العيسى من شركة النفط المختصة توزيع الوقود محلياً في المحافظات الجنوبية بأسعار أعلى، وهو ما رفضته الشركة الحكومية».
ميدانياً، تستمر مجازر تحالف العدوان يومياً، وسجل أمس مقتل سبعة مدنيين وإصابة أربعة آخرين في غارة لطائرات «التحالف»، الذي تقوده السعودية، على محافظة صعدة. ووفق السكان، استهدفت الغارة سوقاً لبيع القات في منطقة مران في مديرية حيدان، مضيفين أن الجرحى تم إسعافهم إلى مستشفى تابع لمنظمة «أطباء بلا حدود». كذلك قُتل أمس ستة مدنيين وأصيب أكثر من عشرة آخرين، بقصف بحري لـ«التحالف» استهدف قرية المويجر، في منطقة شمير في مديرية مقبنة، في محافظة تعز، وقالت مصادر محلية إن جميع الضحايا من أسرة واحدة.
في المقابل، نقلت مصادر عسكرية أن قوات الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» استهدفت تجمعات لقوات العدوان بالقرب من مفرق العمري في ذباب قرب تعز، مؤكدة تحقيق إصابات و«تدمير آلية ومصرع وإصابة العشرات خلال عملية المباغتة».
وذكرت المصادر نفسها أنه تم التصدي لزحف جديد استهدف جبل يام في مديرية نهم استمر من صباح أمس حتى ما بعد الظهر، مضيفة أن ذلك «كبّد المرتزقة خسائر فادحة، رغم حصولهم على غطاء جوي مكثف بأكثر من 50 غارة». وقدّرت تلك المصادر مقتل نحو 35 من المهاجمين وجرح 68 آخرين، بينهم محمد السودي المعيّن قائداً لـ«لواء 310».
إلى ذلك، طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني، في مؤتمر أمس في طهران، من السعودية وقف «عدوانها» على اليمن و«تدخلاتها» في المنطقة. وقال روحاني: «السعودية هي التي أوجدت مشكلات بمهاجمتها بلداً جاراً، الأمر الذي لم يكن يستند إلى أي منطق ولا يزال... من مصلحة المنطقة والسعودية أن تتوقف في أقرب ما يمكن الهجمات على اليمن».
(الأخبار)