جمال صوت «إيف» غيّر مخططات «كوكب»، وأعاد الحياة إلى ماخورها المهمل في حارة «دروب العشاق»، تلك الحارة التي أخذت اسمها، من قصّة حب «سلمى» الفتاة الصغيرة، و«فارس المبشر». حبٌ أسقمها، أملاً بلقاء شابٍ وسيم فتنها، فقرر والدا الحبيبين، إنارة الحارة بالقناديل، وبدأت تنتشر بينهم أسطورة «أن جنية الحب أقامت قصرها تحت تلك الدروب».
المصادفة البحت ستقود «ديب العتّال» (المرشح لأداء الدور قيس الشيخ نجيب)، الشاب الشامي البسيط الشهير بقوته، وفتوّته، إلى لقاء «إيف»، ليشكلا معاً ثنائي البطولة لقصّة تدفع البسطاء إلى واجهة الأحداث، خلال فترة عانت فيها أرض الشام من انعدام الأمن (1734)، قبل أن يتولى حكمها الوالي أسعد باشا العظم. «بسطاء يدافعون عن لقمة عيشهم، وبعضهم يدفعون حياتهم ثمناً لحالة الفوضى، لكنّ قناديل عشقهم لم تنطفئ».
«أجناد الشام» عاثت فساداً
في دمشق في ثلاثينيات
القرن الثامن عشر
محاولة جديدة للكاتب خلدون قتلان (بعد «بواب الريح» ـ 2014)، يصوغ فيها دراما تدور أحداثها في الشام، وتتمايز عن نمطية الدراما المدرجة تحت مسمى «البيئة الشاميّة» بمواصفاتها السائدة. هكذا يجمع الكاتب بين «السردي المتخيل، والوقائع التاريخية»، ليروي حكاية شخوص «يبحثون عن الحب في جو مشحون بالكراهية».
«قناديل العشّاق» يتناول من وجهة نظر الكاتب «حالة أناس عاشوا على هذه الأرض في ما يشبه هذا الزمن، لتأكيد حقيقةٍ أنّ التاريخ يكرر نفسه، فالانكشارية المحلية التي أوجدها العثمانيون، وعاثت فساداً في دمشق خلال الفترة التاريخية التي تدور فيها أحداث العمل سميت بـ «أجناد الشام» وفق ما ورد في كتاب البديري الحلاق. وخلال هذه المرحلة من تاريخنا المعاصر، وُجدت إحدى الفصائل الإسلامية الفاعلة في الحرب حملت الاسم ذاته. أظنّ أن ذلك لم يكن بمحض الصدفة، فهل سنصل يوماً ما إلى مستوى من الوعي لا يتكرر فيه ما يحدث؟ هذا باعتقادي جوهر مهمتنا ككتاب. بناء دراما تنبّه هذا الإنسان وتبني فكره، إلى جانب وظيفتها الترفيهية».
وأوضح خلدون قتلان في حديثه إلى «الأخبار» أنّه أخذ من التاريخ في «قناديل العشاق»: «مرحلة ثلاثينيات القرن الثامن عشر، حيث عاش أهل الشام حالة من انعدام الأمن، تسّلط عليهم المتنفذون، وأمعنوا في إفقارهم، وأثقلوا كاهلهم بالضرائب، واحتكروا أنواعاً معينة من التجارات الرائجة؛ لنروي قصّة حب افترضنا أنّها دارت في ذلك الزمان، ندعو من خلالها إلى الحب في زمنٍ سادت فيه الكراهية».
في «قناديل العشّاق»؛ سيكون «الماخور» مسرحاً رئيسياً للأحداث، ولن يكون هناك «رجال دين، أو فتاوى»، إذ لا يجد الكاتب ضرورةً لوجودهم ضمن سياق العمل الدرامي، ويسعى في المقابل للفت الانتباه إلى «وجود نسيج آخر في دمشق، بعيداً عن صورتها المعقمة والمثالية، التي ترسمها الأعمال الشامية الرائجة... إلى درجةٍ بالغنا فيها بتغطية عيوب مَن نحبّ».