لا يمكن لسعاد قاروط العشي، الا أن تكون نفسها. لا يمكن لإعلامية من طراز مخملي، أن تحل مكان تمام بليق في «بلا تشفير»، وتلوث سمعة حظيت بها طيلة عقود. طبعاً، «الجديد»، ومن ورائها القائمون على البرنامج، سوّقوا لمغادرة بليق لهذا البرنامج، وزادوا نسبة التخمين والتشويق في الإعلان الترويجي. الا أن ما شاهدناه أمس، كان متوقعاً ومحسوباً، من العشي التي جلست على طاولة المحاور، وكانت بمواجهة صاحب البرنامج.هي «حلقة إستثنائية واحدة»، أكدّت الإعلامية المخضرمة من خلال تلاوتها للإستهلالية، لأن «المكان ليس مكانها ولا يشبهها». حسمت منذ الدقائق الأولى لهذه المواجهة (33:00)، مسارها، وثباتها على قيمها المهنية التي ما زالت تحملها طيلة هذه السنوات.
قد لا تهم الردود التي أوردها بليق في إجاباته على إشكاليات مهنية وأخلاقية، طرحتها العشي بإسم المهنة وعلى لسان المشاهدين والصحافة النقدية، من طريقة وأسلوب هذا البرنامج، وتجريحه بالأشخاص وجلده للضعفاء منهم. لم يخل الحديث من توجيه نقد صريح الى بليق وكل من يسير في هذا الخط الفضائحي، بأن جيل اليوم، لم يأخذ من الجيل السابق، الذي تنتمي اليه سعاد ونهلت منه كما قالت، قوانين المهنة وطورتها. لامت الإعلامية بليق بأخذه الطريق المناقض لهذا الخط، وسلك طريق «الفوضى» التي تدّمر مع الوقت.
في أولى فقرات «بالمرصاد»، التي تجري العادة أن تنتقى الآراء السلبية الجارحة وتعرض أمام الضيف، جلس بليق مرتبكاً، أمام سيل آراء الناس في الشارع التي لم ترحمه بكلمة. وسعاد المعروفة بهدوئها وكياستها، وأيضاً حرصها على عدم خدش مشاعر الآخر، سارت في هذه الحلقة بين الألغام، بين توجيه النقد، وبين تمرير القاسي منه بطريقة سلسة ومبتسمة.
طبعاً، فترة النصف ساعة، مدة المواجهة بين العشي وبليق، لم يرق لأصحاب البرنامج أن تستثمر أكثر، ويتشعب الحديث الى مزيد من الوضوح والصراحة، فسقط كالبراشوت طفل بليق ومعه باقة من الورد وقالب حلوى، ليتحور الحديث الى شكر للزوجة وإحتضان للصبي، وكلام في «عيد الحب». ومهما تكن النتيجة التي خرجت منها هذه الحلقة، الا أن سعاد قاروط العشي، لم تنزل الى مستوى كرسي المحاور في «بلا تشفير»، وفي المقابل، فإنّ بليق لا يريد أن يصدق أنه ليس النجم الأوحد وأن «الملايين» لا تشاهد برنامجه!