يسمع غالبية المهتمين بالدراما السورية باسم عبد الله حصوة (الصورة)، كونه أشهر وأقدم ريجيسير عمل فيها، لكن لا يعرف بعضهم أنّه بدأ عمله كممثل استطاع تطويع إعاقته الجسدية لصالح الأدوار الكثيرة التي لعبها. يرتبط ذكره في المجالس الفنية السورية بنوع من الفكاهة، على اعتبار أنّه مكتشف النجوم! وهو ما حصل فعلاً بالنسبة لممثلين/ات سوريين/ات، وصلوا/ن إلى مهنتهم/ن الإبداعية عن طريق حصوة نفسه وعلاقاته الواسعة مع كبار المخرجين والمنتجين.
وليس في الأمر غرابة طالما أنّ تقارير صحافية عديدة ذكرت أنّ نجوماً مصريين كبار أمثال رشدي أباظة، وعبد المنعم مدبولي، ومحمود المليجي... بدأوا مسيرتهم من مكاتب الريجيسير.
مع ذلك، ربما يجهل متابعون كثر جوهر هذه المهنة التي تدأب للحفاظ على نظام صارم يواكب العمل الفني، داخل أماكن التصوير، بعد معرفة الريجيسير بمكان وموعد التصوير، ليقوم بدوره بإبلاغ الممثلين بهما، إضافة إلى شرحه الوافي للشكل الذي يجب أن يظهروا عليه في مشاهدهم، إلى جانب تجهيز الملابس المناسبة، وتوفير المجاميع والكومبارس...
من المؤسف أن تكون مناسبة الحديث عن عبد الله حصوة اليوم هي إصابته أخيراً بجلطة دماغية، ونقله إلى «مستشفى الأسد الجامعي» في دمشق، وسط عجز عائلته عن التكفّل بكامل نفقات العلاج الفيزيائي الذي يحتاجه، بعدما تجاوز مرحلة الخطر، وفق ما يقوله لنا أحد أفراد أسرته في اتصاله معنا، قبل أن يجهد حصوة لأخذ الهاتف وينهال بعبارات الشكر والامتنان المتثاقلة، رغم حصاره بالظرف القاهر!
تحيلنا عمليات البحث المتواصلة عن الريجيسير السوري إلى معلومات قيّمة، كونه «بدأ مسيرته الفنيّة كممثل في السينما منذ عام 1974، وتحديداً في فيلمي «المغامرة» و«فاتنة الصحراء»، إلا أنّه عاد ليحقق شهرة واسعة لدى عمله كريجيسير منذ عام 1982». تحوي قائمة هاتفه جميع أرقام الممثلين السوريين من دون استثناء، بمن فيهم الكومبارس والوجوه الجديدة. اتبّع حصوة دورة تمثيل في نقابة الفنانين، ثم أصبح عضواً في النقابة منذ عام 1994، فيما شارك في أعمال مسرحية، منها: «ليلة أنس»، و«أهل الهوى»، و«السيف المسحور»، و«ياغافل إلك الله»، و«المعلم»، وغيرها. وعاد ليعمل في السينما في أفلام مهمة، من بينها: «بقايا صور»، و«العار»، و«التقرير»، و«الحدود»، و«صيد الرجال»، و«صح النوم»، كما حضر في الدراما التلفزيونية بعدد كبير من المسلسلات، آخرها المسلسل الشامي «الغربال» (سيف حامد وناجي طعمي). في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنّه سبق للمخرج السوري عامر فهد أن استخدم صورته في إحدى لوحات المسلسل الشهير «بقعة ضوء» بطريقة ساخرة، فهددّه حصوة ممازحاً حينها برفع دعوى قضائية على الشركة المنتجة، قبل أن يحيل الأمر بأسلوبه البسيط إلى طرفة الموسم!