صحيح أن «عيد العشاق» كان الثلاثاء الماضي، لكن كارول سماحة (الصورة) إحتفلت به أمس في سهرة أحيتها في «قصر المؤتمرات» - ضبية. حفلة عنوانها العريض الرومانسية Carole A la Chandelle، لكن لم يكن جميع الحضور على شكل ثنائيات، بل غالبيتهم أصحاب ذوق فنّي يحبّ الأعمال الجميلة في زمن تطغى عليها المشاريع الباهتة. حفلة يمكن القول إنها مُتكاملة وخالية من الأخطاء من بدايتها حتى نهايتها. من دون تأخير، أعلن عن إنطلاق السهرة الهادئة. إفتتحت ستائر القاعة فيأخُذنا الضوء الدائري نحو إمرأة تجلس على كرسي أحمر وتغنّي كوكتيل أعمال لحبيبها، وسط ديكور باللون الأحمر.
بعد التحية، إنطلقت بالغناء «مسطلنة» على المسرح، معلنة عن سهرة عشاق بإمتياز. بين مشاعر الحبّ والخيانة والأم والوطن، بدت كارول إمرأة عاشقة. إستسلمت تارة لحبيبها بأغنية «سهرانين»، وطوراً أعلنت «ثورة» عليه بـ «وتعوّدت». إستعادت أرشيفها الغني مع الشاعر والملحن مروان خوري، وتراقصت على نوتات «حبيب قلبي» و«اتطلع فيي» و«خليك بحالك» و«حدودي السما». في رصيد كارول ومروان حصة دسمة من المشاريع الفنية، ونجحا معاً في تشكيل ثنائي فنّي. الأوّل يكتب بحبّ وهي بدورها تغنّي بإحساس عال. بدا صوت كارول مجوهراً، وكأنّها في تحدّ بينها وبين نفسها لتقديم أفضل ما عندها، ولا تخيّب ظنّ محبّيها. صوت ليّن يبرع بالسهل الممتنع، ومن الواضح أنها تقضي ساعات طويلة في التدريبات. قد يرى البعض أن جمهور كارول نخبوي، وربما هو هادئ ويشبه طباع المغنية الصلبة. لكن في الحقيقة، إن جمهور صاحبة أغنية «يا علي» ذوّاق، يعرف باللحن والكلمة ويعلم أن نجمته لن تقف على المسرح إلا واثقة من نفسها. تسافر كارول إلى الرومانسية، حيث الكلمة الجميلة واللحن المدروس، وتعرّج قليلاً على عالم الاستعراض الجميل الذي يغيب عن الساحة الفنية. يمكن القول أن كارول (من بين قليلات) تبرع في الاستعراض «النظيف»، ترقص وتغنّي وتتفاعل مع الجمهور، والأهمّ من كل هذا أنها تغنّي «لايف». خاضت إمتحاناً لا يستهان به كأنها تقف في وجه زميلاتها اللواتي يفضلن الـ «بلايك باك». تقوم كارول حالياً، بهمّة صعبة وهي التواجد في سهرات تُقام القاهرة وأخرى في بيروت، وهذه معادلة صعبة لكي تبقى حريصة على محبّيها في وطنها الأم ووطنها الثاني بعدما تزوجت من رجل الاعمال المصري وليد مصطفى وأنجبت طفلتها تالا قبل عام ونصف العام. كريمة كارول بمشاريعها الفنية، وراهن البعض على «وفاتها فنياً» بعد زواجها (العام 2013). لكن النتيجة كانت عكس التوقّعات. فجّر الزواج احساسيسها وزادت من نجوميتها أحاسيس الأمومة التي تعيشها اليوم. من هذا المنطلق، أطلّت الصيف الماضي في مهرجانات «جبيل الدولية» لتقدّم أفضل ما عندها، وتثبت نفسها في المهرجانات اللبنانية. لم تخل سهرة نجمة «الشحرورة» من مفاجآت، غنّت بالاسبانية بكل إحساس، وإختتمت الحفلة بكوكتيل للفنانة ميادة الحناوي. بإختصار، كارول نجمة مسرح وسط صراعات الوسط الفني والحروب فيه، وملكة إحساس تدمع عينها عندما تقول «ما حدا حبيبي غيرك يا حبيبي».