القاهرة | تثبت السنوات الأخيرة أنّ وزير الثقافة المصري السابق فاروق حسني (1938) طلّق العمل السياسي «بالثلاثة»، وربّما لم ينفصل عن السياسة ذاتها، ليركّز في أنشطته الفنية والتشكيلية، آخرها المعرض الفني الذي افتتحه مساء أمس الأحد في قاعة «أبونتو» في حي الزمالك الشهير، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والفنية والثقافية أبرزهم الممثلة ليلى علوي (الصورة).
كان فاروق حسني، أكثر وزراء الثقافة استمراراً في المنصب في تاريخ مصر الحديث من 1987 حتى 2011. اعتزل العمل العام فترة عقب اندلاع ثورة 25 يناير، وانزوى بعيداً عن الأضواء حتى استطاع أن يحصل على البراءة في قضايا تخص اتهامه بالكسب غير المشروع واستغلال النفوذ في عهد الرئيس المخلوع، ليعيش بعدها الوزير الذي اشتهر بلقب «الفنان» حالة من النشاط الثقافي والفني.
يضم المعرض الذي يستمر حتى 4 آذار (مارس) المقبل، 35 لوحة متعددة الأحجام، وصفها الناقد التشكيلي خالد حافظ بأنّها «تقودنا بنعومة وتوتر معاً في مساحات التضاد والمعاني المتقاطعة غير المتوقعة، المتحرّرة من قيود البناء وصرامة الهندسة، كما أنّ قوة المعنى لا تتأتى بالانغماس في اللفظ؛ بل بوصف شعور أو فكرة أو شيء ما. ولا يترك لنا حسني فرصة واحدة للتشتت الذهني، ويصطحب المتلقي في شراكة صريحة لفعل بناء اللوحة الذهنية شديدة الخصوصية لكل متلقٍ على حدة، في عملية تمتزج فيها الجدية بالاستمتاع من طرف صانع اللوحة، ويبني الفنان ومتلقوه العمل كأحجية يحكمها قانون لحظي غير قابل للتكرار».
وشهد الافتتاح مشاركة وحضور عدد من الأسماء اللامعة في مجالات السياسة والفن، منها الإعلامي مفيد فوزي، ومصطفى الفقي، والموسيقار هاني شنودة، ووزير الثقافة السابق صابر العرب، والمصوّر السينمائي رمسيس مرزوق، وغيرهم.
نشاط حسني لم يتوقف عند الفن التشكيلي، إذ أصدر خلال فعاليات الدورة 48 من «معرض القاهرة الدولي للكتاب» التي عقدت بين 26 كانون الثاني (يناير) و10 شباط (فبراير) الحالي، كتاباً تذكارياً بعنوان «أسرار معركة اليونسكو» عن تجربته في انتخابات رئاسة منظمة «اليونسكو»، مزيحاً الستار عمّا أسماه «أسرار وخفايا التجربة». يتعرّض الكتاب الذي صدر عن «الدار المصرية اللبنانية»، كتب مقدّمته «نقيب الصحافيين المصريين» السابق مكرم محمد أحمد، وأعدته الصحافية فتحية الدخاخني، والمقرّبة لسنوات من حسني، لكواليس انتخابات «اليونسكو» ومناورات الدول الأعضاء خلال مراحل التصويت المختلفة، وما وصفه حسني والدخاخني بـ «المؤامرة الأميركية ــ الإسرائيلية للحيلولة دون وصول المرشح المصري لرئاسة المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم».