استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، السفير التركي لدى طهران، رضا هاكان تكين، وسلّمته رسالة احتجاج على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو ضد إيران، في الوقت الذي حذّر فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية أنقرة من نفاد صبر طهران.
وكان أردوغان قد صرّح، خلال زيارته البحرين الأسبوع الماضي، بأن إيران تسعى وراء "التوسّع الفارسي" في سوريا والعراق، مشيراً إلى رفضه لتوجهات "البعض" لتقسيم سوريا والعراق، وضرورة "عدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام الظلم الحاصل هناك". كذلك، أعلن جاويش أوغلو، أول من أمس، أن الدور الإيراني في المنطقة يزعزع الاستقرار. وقال، في كلمة له خلال مؤتمر الأمن الأخير في ميونيخ، إن "طهران تسعى لنشر التشيّع في سوريا والعراق". ودعا الوزير التركي إلى إنهاء "الممارسات التي من شأنها زعزعة استقرار وأمن المنطقة".
ورداً على هذه التصريحات، استدعى مساعد وزير الخارجية الإيراني إبراهيم رحيم بور سفير أنقرة في طهران. أما المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي فقد علّق على مواقف تركيا وتصريحات وزير خارجيتها الأخيرة، معرباً عن أمله في أن يتحلّى الأتراك "بالمزيد من الذكاء في تصريحاتهم تجاه إيران كي لا نضطر إلى الرد". وقال: "نعتبر تركيا من بين جيراننا المهمّين، وتلقت قدراً كبيراً من دعمنا لها، ولا سيما في أعقاب الانقلاب الفاشل الذي تعرّضت له". وأضاف: "في ما يخص تركيا، فإننا سنتحلّى بالصبر الذي قد ينفد". وأكد قاسمي أن "لصبر الجمهورية الإسلامية إزاء المهاترات التركية حدوداً"، مشيراً إلى أن "الأوضاع غير المستقرة في تركيا تسبّبت في نشوء سلوك غير طبيعي لدى مسؤوليها". ورأى أن "هذا السلوك ناتج غالباً من الغضب من الوقوع في مأزق، ما يسبّب المشاكل الداخلية والخارجية التي تعاني منها هذه الدولة".

ظريف: لدى طهران خيارات أخرى إذا ألغت واشنطن الاتفاق النووي



من جهة أخرى، تطرّق قاسمي إلى العلاقات الإيرانية مع دول الخليج، وقال إن إيران "تواجه في إحدى دول الخليج تناقضاً حقيقياً". وفيما لفت إلى أن طهران "لا تعلم من هو المسيطر في تلك الدولة"، فقد أوضح أنه "مثلما نرى مواقف سلبية من هذه الدولة، فإننا نتلقى في بعض الأحيان رسائل ودية منها أيضاً، وبالتالي فإنه لا يوجد صوت واحد هناك". وقال قاسمي: "ننتظر جلاء مواقف هذه الدولة، لكي نواصل سياستنا بناءً على تلك المواقف"، مؤكداً أن إيران "لم تقدم يوماً على التعامل بالمثل مع التصرفات اللاأخلاقية منهم، ولكن على هؤلاء الذين يتصرفون بغير نضج أن يعلموا أن لصبر إيران حدوداً".
وعن التطوّرات المرتبطة بمسألة الحج والحوار مع السعودية في هذا الشأن، قال قاسمي: "نحن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وطبيعتنا تختلف عن طبيعة حديثي العهد والقادمين تواً، إلا أننا لا نتنازل أبداً في الدفاع عن مصالح بلادنا وشعبنا". وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية ستستفيد من التجارب السابقة في مسألة الحج المقبل"، مشيراً إلى أنها "ستقوم بطرح مخاوفها في الاجتماع المقرر عقده مع الجانب السعودي، حيث سيتم الحديث بجدية في هذا المجال". وأعرب عن أمله في أن "تؤدي الرغبة الحقيقية لدى السعودية في حال وجدت، إلى التوصل إلى نتيجة إيجابية بهذا الشأن".
وفي سياق متصل، تطرّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلى "النتائج الإيجابية" لجولة الرئيس حسن روحاني، التي شملت الكويت وسلطنة عمان. وقال إنه "رغم قِصَر الزيارة، إلا أنها اعتبرت إنجازاً، ذلك أن النتائج التي تمخّضت عنها كانت مطلوبة للغاية". وأوضح قاسمي أن "مشاورات جيدة جرت بين الجميع بشأن الأوضاع في المنطقة"، وأضاف: "نرى أن هناك مجالاً جيداً للتعاون الإقليمي".
في سياق آخر، أكد قاسمي أنه "ليست لدينا أيّ علاقة مع الإدارة الأميركية"، مشيراً إلى أنه "بعد التوصل إلى الاتفاق النووي، انتهت المحادثات بيننا". وأوضح أن "هناك قضايا فنية متعلقة بخطة العمل المشترك الشاملة ما زالت عالقة، إلا أن الحوار بشأنه سيجري عبر الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وفي هذا الإطار، صرّح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأنه "في حال قامت أميركا بإلغاء الاتفاق النووي، بشكل أحادي، فإن إيران تمتلك خيارات أخرى موضوعة على الطاولة للتعامل مع الأمر". وفي مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية، أشار ظريف إلى أن "الاتفاق النووي موقّع عليه من قبل عدة أطراف"، مشدّداً على أن "الاتفاقات المتعددة الأطراف لا يمكن طرحها للتفاوض مجدداً".
(الأخبار)