كالعادة، إختلطت الأمور السياسية والفنية في الحلقة الأخيرة من «أراب آيدول» التي عرضت أمس على قناة mbc. فالعوامل السياسية وإن كانت الشبكة السعودية تنفي وجودها في برامج الهواة، إلا أنها كانت بارزة وإلى العلن هذه المرة. فقد إعتذرت القناة عن عدم نقلها المباشر من مقاهي اليمن لمشجّعي اليمني محمد عمار، وإستعاضت عن هذه الخطوة بنقل مشجعيه من أحد مقاهي مدينة جدة السعودية.
فرق كبير بين جدة واليمن، وبدا واضحاً حزن اليمني على عدم تركيز الاضواء على بلده، فذرف دموعاً على المسرح. لاحقاً، قامت mbc بتركيز كاميراتها في مدينة بيت لحم، لتعلن عن حماسة المشجعين هناك لإبن مدينتهم يعقوب شاهين (الصورة). كانت الصور من فلسطين مؤثرة، ودلالة على الحياة التي تدبّ في المدينة رغم الاحتلال. ببراعة وحنكة، أخذت mbc المشاهد من عالم الفنّ إلى روعة بيت لحم. تلك المدينة التاريخية ضجّت بالحياة أمس، فكانت الحدث وحدها. دقّت أجراس الكنائس، معلنة حرباً على الحزن. لم يكن يعقوب الفائز الوحيد في البرنامج الشهير، بل كانت مدينته التاريخية. على الضفة الاخرى، قسمت المحطة شاشتها إلى ثلاثة كادرات، آخرها نقل من مجد الكروم الفلسطينية تفاعل محبي المشترك أمير دندن. شدّت mbc العصب السياسي كعادتها، لتحصل على أكبر نسبة تصويت لتعويض الخسارة التي لحقت بالبرنامج بسبب ضعف بدايته. بشكل مفاجئ، قسمت mbc أصوات الفلسطيين يعقوب وأمير، كأنّها تعلن عن تحدّ بين أبناء البلد الواحد في وجه المشترك اليمني الوحيد. في البداية مالت الكفّة نحو عمّار، على إعتبار أن فوزه قد يحدث ضجّة في زمن الحرب (تحديداً السعودية) على اليمن. لكن في النهاية كان الكأس ليعقوب. بالعودة إلى اللعبة السياسية، بدل أن يزور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المخيمات في لبنان، قرّر لقاء المشتركين الثلاثة ودعمهم. هذا الأمر توقفت عنده mbc جيداً وعرضت عدداً من الربروتاجات، ورحّبت بالوفد الفلسطيني الذي تابع الحلقة الأخيرة مباشرة من استديوهاتها. فور إعلان فوز يعقوب، إرتفع صوت الرصاص من المخيمات الفلسطينية في لبنان على صوت يعقوب، واستمرّ الاحتفال حتى ساعات الصبح الأولى. لو رجعنا قليلاً إلى لعبة mbc السياسية لوجدناها حاضرة دوماً. في الموسم السابق من «أراب آيدول»، فاز المشترك السوري حازم الشريف بعدما قرّرت المحطة شدّ الوتر السوري. على الضفة نفسها، كان محمد عساف أوّل المشتركين الفلسطينيين الذين حقّقوا شهرة في «أراب آيدول» عندما حصد اللقب بالموسم الثاني. بإختصار، في زمن الحروب العربية التي تغزو الدول من سوريا إلى اليمن وفلسطين والعراق، لا بدّ من. مستثمر فنّي للحروب فكانت mbc الرابح الأكبر.