بيلي عيدي (1955)… عازف بيانو أقلّ شهرة من زملائه في الرعيل اللبناني الأول الذي يعيش ويعمل خارج الحدود. وتماماً كوليد حوراني وعبد الرحمن الباشا وغيرهما، يطلّ عيدي من وقت إلى آخر إلى لبنان ليقدّم أمسية أو أكثر. اليوم، تستضيفه «الجامعة الأميركية في بيروت» (أسمبلي هول) عند الثامنة مساءً. وفي هذا اللقاء، سيؤدي برنامجاً يجمع بين شوبان (بولوني فرنسي) وغبريال فوريه (فرنسي) ورينالدو هان (فرنسي من أصل فنزويلّي) ومانويل دي فايّا (إسباني).
قصدنا ذكر جنسيات المؤلفين للدلالة على الحضور الفرنسي في الأمسية، لما لهذه المسألة من دلالات على اهتمام عيدي بهذا الريبرتوار الذي يشكّل حصة الأسد من تسجيلاته المنشورة.
درس بيلي عيدي البيانو في لبنان ثم أكمل في أوروبا (النمسا وإيطاليا) قبل أن يستقر في فرنسا. مال منذ بدايته إلى المؤلفين الفرنسيين من فترة النصف الثاني من القرن التاسع عشر وما بعدها (إيريك ساتي، كلود دوبوسي، موريس رافيل، فرنسيس بولنك، ألبير روسّيل، هنري سوغيه، غي ساكر، موريس دولاج، أرنست شوسون…)، فسجّل العديد من أعمالهم للبيانو المنفرِد أو تلك التي يدخل البيانو في تركيبتها، مثل الميلوديهات (تعني أغنيات في عالم الموسيقى الكلاسيكية في فرنسا).
في حديث نشر في العدد من «المفكِّرة الثقافية» (Agenda Culturel) يقول بيلي عيدي إن ريع أمسيته البيروتية الليلة سيعود إلى مدرسة الـIC لدعم تلامذتها من خلال منح تعليمية. بالتأكيد، هذا النوع من اللفتات الإنسانية يستدعي تحية من دون تردّد، لكن ليس بالضرورة من دون تحفّظ: هل من هم أكثر حاجة إلى دعم مادي في مجال التعليم هم روّاد هذه المدرسة؟ ألا يعرف العازف المرموق أنَّ أقساط هذه المدرسة خيالية (وهو تلميذ سابق فيها)، وأنْ كلّما ارتفع قسطُ مدرسةٍ سهُلَ دفعه، بخلاف ما يمكن أن نعتقد للوهلة الأولى؟
—————————
بيلي عيدي، ريسيتال بيانو في «الجامعة الأميركية في بيروت» (أسمبلي هول)، الثامنة من مساء اليوم. للاستعلام: 353228-01