بدا عرض «ضجيج وحنين» (الصورة) بتوقيع معتز ملاطيه لي، وأداء راما الأحمر، هجيناً لجهة النوع، فهو خليط من الرقص التعبيري والمونودراما الصامتة. كأن ما شاهدناه على خشبة «مسرح القباني» في دمشق شرح مفردات لحكاية تعمل على السطح من دون جهد درامي يشتبك مع تعبيرات الجسد. مؤونة بصرية من حواضر البيت معدّة على عجل، وإذا بحركة الراقصة أقرب إلى التمارين في بروفات أولى.
افتقدت راما الأحمر جزءاً من لياقتها القديمة بالمقارنة مع عروضٍ سابقة قدمتها مع شريكها الراحل لاوند حاجو. هكذا، انشغلت بتفسير محنة امرأة مغتصبة أكثر من انخراطها في إيقاع الجسد، فخسرت الجهتين. مشهد الاغتصاب كبؤرة درامية لم يعزز معنى التنكيل والانتهاك بقدر ما كان ذريعة مبسّطة لبناء حبكة متوقعة عن طفولة بريئة ودمية في صندوق وأرجوحة. حبل الأرجوحة الذي يتوسط الخشبة فجأة، سيتحوّل إلى أنشوطة- كما هو متوقّع- ولكن ليس الحبل نفسه، ستحضر ــ يا للغرابة!- أنشوطة جاهزة من صندوق ذكرياتها، وتجرّب الانتحار، لكنها تفشل، رغم توافر كل مستلزمات عملية الانتحار(أنشوطة وكرسي وجسد معلّق من الأعلى). كان على معتز ملاطيه لي أن يكتفي بمهنته كمدرّب رقص ليس اكثر، وكان على أثيل حمدان أن يؤلف موسيقى خاصة بالعرض وليس اللجوء إلى مختارات موسيقية تفسّر تحولات الجسد. هناك خدعة ما وقعت فيها راما الأحمر لجهة الورشة التي أشرفت على تنفيذ العرض، أو التمرينات على نحوٍ أدق، فخبرتها كراقصة ذهبت أدراج الرياح، رغم حضورها اللافت كممثلة!
على الأرجح، فقد تعامل ملاطيه لي مع فكرة العرض كبروفة مع طلابه في قسم الرقص، وليس كعرض خارج أسوار المعهد المسرحي، فكان لابد أن تقع الكارثة.
....................
«ضجيج وحنين»: مسرح القباني- دمشق، السادسة مساءً، حتى الخميس المقبل
للاستعلام:00963112218019