بين حراك 2015 وتظاهرة أمس في «رياض الصلح» شكلياً، لم يتغير شيء سوى عنوان التحرك من الإحتجاح على أزمة النفايات، الى التظاهر ضد السياسة الضرائبية التي تهدد اليوم معيشة اللبنانيين، سيما ذوي الدخل المحدود. لم يتغير شيء في الحركة الشعبية منذ ذلك الحين، بل انضم اليها اليوم حزبا «الكتائب» و«الأحرار»، بما أن الأخيرين قررا أن يكونا خارج السلطة ومقاليد الحكم.
مع هذه المشهدية الثابتة إن صح التعبير في الساحة والوجوه ووحدة المطالب، ان ملفتاً ما خرجت به صحيفة «الجمهورية» من مانشيت بالخط العريض: «الشعب ينتفض ضد الضرائب»، تعلوه صورة لرئيس الوزراء سعد الحريري مخاطباً الجموع المحتشدة بالأمس في «رياض الصلح». يا له من عنوان رنان وداعم للطبقات المسحوقة في مطالبها اليوم ضد السلطة الحاكمة. إنتفض الشعب إذاً من منظور «الجمهورية»، على جلاديه، في تبن واضح للتظاهر الشعبي. مانشيت الصحيفة اليوم، يعيدنا بالأذهان الى تاريخ تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2015، عندما شهرت «الجمهورية»، أفظع مانشيت، وأسوأ صورة عن الحراك الشعبي. في هذا التاريخ، وصفت الصحيفة المتظاهرين بـ «الزعران»، وعنونت «الزعران يحتّلون بيروت»، مع صورة لمتظاهر ملثم في ساحة الإعتصام. منذ ذاك التاريخ، و«الجمهورية» تؤبلس المتظاهرين/ات وتحيلهم مجرد «زعران»، خارجين عن القانون، وبالتالي تهضم أي حق لهم بالتظاهر او التعبير عن مطالبهم المحقة، فما الذي تغيّر اليوم؟ مع بقاء الناس والمتظاهرين على حالهم، وبقاء ساحتهم نفسها، تغيّر المانشيت من «الزعران» الى المنتفضين. هل هي لعبة مصلحة، وإعادة تموضع سياسي؟