للمرة الأولى منذ أشهر، يخصص وزيرا خارجية مصر والسعودية، سامح شكري وعادل الجبير، وقتاً في خلال وجودهما في واشنطن لعقد مشاورات ثنائية، مع أن ذلك كان لمدة قصيرة جداً. فاللقاء الذي حصل يوم أمس، ولم يستغرق سوى عشر دقائق، عكس تحسناً طفيفاً، لكن لافتاً، في مستوى العلاقات بين البلدين، بعد توتر دام أشهراً على خلفيات عدة، منها توقف اتفاقية ترسيم الحدود البحرية.
ورغم مشاركة شكري والجبير في أكثر من اجتماع مشترك في خلال المدة الماضية، فإنها المرة الأولى التي يتوقف فيها الوزيران للحديث بمفردهما في خلال اجتماعات وزراء خارجية «التحالف الدولي لمحاربة داعش»، الذي عقد أمس في العاصمة الأميركية، واشنطن، حيث بدأت المناقشات الجانبية بمشاركة وزراء آخرين قبل أن يقف الوزيران معاً.
في خلال لقاء وزراء الخارجية، أكد شكري ضرورة «تبني مقاربة شاملة للتعامل مع مختلف أبعاد الظاهرة فكرياً وتنظيمياً وأمنياً»، مشيراً إلى أن جميع التنظيمات الإرهابية «تنهل أفكارها من ذات المعين الفكري الذي يحض على العنف والتطرف، وهو ما يقتضي تجنب التمييز بين تطرف عنيف وآخر غير عنيف».
شكري الذي يمهد لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لواشنطن بداية الشهر المقبل، عقد سلسلة من اللقاءات في خلال الزيارة مع مجموعة من أساتذة السياسة، وعرض لهم الرؤية المصرية للتعامل مع أزمات المنطقة، علماً بأنه أجرى اتصالاً مع نظيره السوداني، إبراهيم غندور، لحل أزمة تصريحات وزير الإعلام السوداني حول تبعية حلايب وشلاتين لبلاده، وهي التي أثارت جدلاً في المجتمع المصري، فكان التوافق على ترتيب زيارة له الشهر المقبل و«إغلاق الملف كلياً».
وكلف شكري مساعديه التواصل مع الجهات المعنية بالأمر في مصر لوقف الحملات الإعلامية على الرئيس السوداني ونظامه، وهي الرؤية التي تبنتها أجهزة الدولة بالفعل على أساس أن إثارة هذا الأمر مرتبطة بأوضاع خاصة في الداخل السوداني.
(الأخبار)