ليست هي المرّة الأولى التي يشكو فيها الروائي واسيني الأعرج (الصورة) من قرصنة رواياته بطبعات مزوّرة، من دون أن يتمكّن من إيقاف هذه المذبحة. لكن الأمر تجاوز حدود المعقول، فقد اكتشف وجود نسخة من روايته «ذاكرة الماء» على أنّها مترجمة عن الإنكليزية ضمن سلسلة الألف كتاب العالمية، علماً بأنّه كتبها بالعربية فقط.
أمس الأربعاء، نشر صاحب «مملكة الفراشة» على صفحته الشخصية على فايسبوك تعرّضه لقرصنة من نوع آخر، إذ أقدم كاتب سوري مجهول يُدعى زهير أبو سعد على اختراع كلمة غلاف لروايته «نبض شرقي يخفق في الغرب» بتوقيع الروائي الجزائري المعروف، من دون علمه. كما أنّ الكلمة المزعومة أتت حافلة بالركاكة اللغوية التي لا تمتّ بصلة لأسلوبية صاحب «طوق الياسمين»، من نوع: «نلاحظ أن الكاتب وظّف تقنية المنلوج الداخلي لاسترجاع أيام الرومانسية من البطل وعلاقته لياسمين حبيبته»، و«امتلأت لغة الكاتب بالعبارات والمعاني الوطنية التي أضافت زخماً ملحوظاً للرواية». يروي واسيني الأعرج أنّه اتصل بالكاتب فأنكر علاقته بكلمة الغلاف متهماً دار «مؤسسة نجيب محفوظ» القاهرية بأنها من وضع الكلمة. فتّشنا عن سيرة الكاتب فإذا به يعيش لاجئاً في فيينا، وسبق أن أصدر رواية بعنوان «وكآن» (هكذا كتبها)، أما روايته الجديدة فهي خلطة من الإنشاء والركاكة، كما أبهجنا أنّ هذه الرواية ستكون متوفرة في كل معارض الكتب العالمية، وستليها رواية بعنوان «خدي على خدها». الروائي المزعوم (طلس) صفحته الشخصية على الموقع الأزرق بصور له مع المشاهير في «عاصمة البيانو والكمنجة»، طالباً تواقيعهم على دفتر مذكراته، بالإضافة إلى صورة لنجيب محفوظ بوصفه «ملهمي وأبتي». لكن مهلاً، هناك خبرية أخرى تتعلق بتطوّعه كمستشار نفسي للمسنين في فيينا! في الواقع لا نعلم من يحتاج للعلاج النفسي أوّلاً، هذا المؤلف أم سواه؟