«برنامج «لهون وبس» يقتحم مخيّم صبرا». بهذه العبارة عنونت lbci، أمس الأربعاء، تقريرها في نشرة الأخبار المسائية، عن حلقة «لهون وبس» التي كان ضيفها «محبوب العرب» يعقوب شاهين. دخلت كاميرا المحطة إلى أكثر المخيّمات الفلسطينية بؤساً على الأراضي اللبنانية، لتخبرنا بأن البرنامج الساخر «تمكّن من جذب فلسطينييّ مخيم صبرا».
يصّور التقرير مجموعة فلسطينيين وهم يصفقون لحظة استقبال هشام حداد لشاهين. وبعد حديث معدّة التقرير (نور نصر الله) عن «احتلال «لهون وبس» نسب مشاهدة عالية على القنوات اللبنانية واستضافته من وقت إلى آخر ضيوف فلسطينيين»، جالت الكاميرا على بعض قاطني مخيّم صبرا الذين طالبوا بأن يزور يعقوب شاهين المخيّمات. طبعاً، في هذا التقرير، الكثير من السريالية في أن «تقتحم» كاميرا محطة لبنانية المخيم لا لتقف عند أحواله المأساوية وحقوق سكانه المهدورة، بل لتصوّر أنّهم كباقي البشر، يشاهدون التلفاز، ويتابعون البرامج اللبنانية الساخرة، بحكم «عدم غيابهم الكليّ عن الشؤون اللبنانية». كما أنّهم «يموّهون عن أنفسهم في ظل روتين الحياة اليومية الاقتصادية الصعبة»!.
في حلقة «لهون وبس» أوّل من أمس، قال يعقوب شاهين بالفم الملآن: «بدنا محبّة ونعيش بسلام، لأنّه زهقنا حرب». وقبله، تجاهل بشكل كلّي رئيس «السلطة الفلسطينية» محمود عباس زيارة المخيمات الفلسطينية في لبنان، مفضّلاً تسجيل حضوره مع الوفد المرافق في الحلقة النهائية لـ «محبوب العرب» على mbc، الشهر الماضي، كنوع من التشجيع لمشتركين فلسطيين اثنين، هما: يعقوب شاهين وأمير دندن. وبين شاهين وعباس، لا أحد منهما، إضافة إلى بعض الإعلام اللبناني، يأبه لأوضاع السكان هناك، ولا لظروفهم القاسية، فالأجدى بهذه القنوات وغيرها أن تعدنا بجولة أخرى في صبرا وشقيقاتها، لمعاينة هذه الأوضاع اللا إنسانية، قبل أن تحدّثنا عن برنامج ساخر «اقتحم» المخيم، واهتم بقاطنيه من خلال استضافة «فلسطينيين».