الأسبوع الماضي، وخلال التظاهرة المعترضة على السياسة الضرائبية الجديدة، تعثّرت كاميرا «الجديد» بفرح غنّوم في ساحة «رياض الصلح» (وسط بيروت). يومها، أطلقت الشابة اللبنانية صرخة، محاولة إيصال وجعها. فأمّها بحاجة ماسّة إلى عملية جراحية في الدماغ، بينما رفضت المستشفيات التخصّصية إستقبالها لعدم توافر غرفة لها. بعد أسبوع، وتحديداً أمس، عادت فرح لتظهر عبر «الجديد»، لكن هذه المرّة في جنازة والدتها التي خسرت حياتها جرّاء تقاعس الجسم الطبي والمستشفيات.
ضمن تقرير مصحوب بموسيقى حزينة ومؤثرة (لراشيل كرم)، أعادت فرح بحسرة سرد ما حصل مع والدتها، متحدثة عن رفض وزير الصحة غسان الحاصباني إستقبالها، بعدما أعلن عن إستعداده للقائها عبر إذاعة «جبل لبنان». توفيت عواطف غنّوم إثر إصابتها بجلطة في «مستشفى بشامون التخصصي»، من أن تُسعف وقتها أو أن يُهتم بوضعها الصحي، كما تسرد الإبنة.
موت الوالدة، أعاد فتح قضية الإستشفاء والمحسوبيات الطائفية والحزبية، وموت الفقراء على أبواب المستشفيات. أسبوع كامل مضى، ولم تحرّك الدولة ساكناً، ولو ظاهرياً بخروج وزير الصحة عبر الإعلام وتبنيه الحالة. حتى الإعلام الذي يعدّ سلطة أساسية اليوم، لم يجر الضغط اللازم للمساعدة، رغم أنّه كان قادراً على المتابعة وحث المسؤولين لإنقاذ عواطف غنّوم.
صحيح أنّ هذا المشهد القاسي نجح في إستثارة مشاعر المشاهدين/ات، واستثمر جيداً على الشاشة، إلا أنه نال حصة كبيرة من التداول على مواقع التواصل الإجتماعي، سيّما على تويتر. فقد تصدّر #ماتت_عباب_المستشفى الهاستاغات الأكثر تداولاً، فيما صبّ الناشطون جام غضبهم على ما حصل، خصوصاً حين يموت المريض على أبواب المستشفيات بسبب عوزه، وابتعاده عن التخندق السياسي والطائفي.