تحتاج الرحلة المباشرة من لوس أنجلس إلى سيدني إلى نحو 15 ساعة. أمّا من نيويورك إلى لندن فتحتاج الطائرة إلى 7 ساعات للوصول، ومن سان فرنسيسكو إلى طوكيو الى 11 ساعة. لكن قريباً جداً، ستصبح الرحلات الطويلة أمراً من الماضي مع جمع شركة boom supersonic، وهي شركة ناشئة أميركية مدعومة من «سيليكون فالي»، تمويلاً بقيمة 33 مليون دولار إضافية ضمن المرحلة الأولى، ما يرفع مجموع الأموال التي جمعتها إلى 41 مليون دولار.
تقول الشركة إنها ستبني أسرع طائرة مدنية صُنعت في التاريخ تسافر بسرعة 2.2 ماك (1451 ميلاً في الساعة)، أي أكثر من ضعف سرعة الصوت، و2.6 مرة أسرع من أي طائرة أخرى، وسوف تحلق على علو 60 ألف قدم، أي أعلى من أي طائرة أخرى، ما سيؤدي إلى تجربة أكثر هدوءاً وأقل اضطراباً.
تعني هذه الأرقام أن الطائرة ستقوم برحلات من نيويورك إلى لندن بثلاث ساعات وربع وبتكلفة 2500 دولار، ومن سان فرنسيسكو إلى طوكيو بخمس ساعات ونصف وبتكلفة 3250 دولاراً، أما من لوس أنجلس إلى سيدني فستحتاج الرحلة إلى أقل من 7 ساعات فقط بتكلفة 3500 دولار.
التمويل الجديد الذي حصلت عليه الشركة سيدفعها خطوة إضافية باتجاه تحقيق هدفها، إذ سيدعم بناء النموذج التجريبي من XB-1 Supersonic المعروف باسم Baby Boom، لإجراء برنامج اختبار طيران شامل، بما في ذلك اختبار الضجة التي يمكن أن يحدثها الطيران أسرع من الصوت من أجل إثبات أن الطائرة آمنة للطيران خلال سنة. وبمجرد الانتهاء من إثبات نجاح الرحلات، ستبدأ الشركة في بناء طائرة كاملة الحجم وسيتم بيع الطائرة بـ 200 مليون دولار. تتألف الطائرة من 45 مقعداً وتتوقع الشركة أن تبدأ بالعمل عام 2020.
تطير معظم شركات الطيران اليوم بسرعة 0.85 ماك، أي أقل من سرعة الصوت، لكن منذ أكثر من 50 سنة ظهرت الطائرات التي تمكنت من تجاوز سرعة الصوت، إلا أنها لم تكن فعالة بما فيه الكفاية للسفر الروتيني. سافرت طائرة الكونكورد آخر رحلاتها التي تجاوزت فيها سرعة الصوت بسرعة 2 ماك عام 2003 لتعلن بعد ذلك وقفها لأسباب عدة؛ منها: ارتفاع سعر التذكرة، وتكلفة تزويد الطائرة بالوقود وحتى ضجة الصوت التي نجمت عنها.
تريد «بوم» أن تقدم ما عجزت عنه «كونكورد» عبر تصميم هوائي ديناميكي متطور، تكنولوجيا متطورة للمحركات ومواد مركبة متطورة، تمكن طائرة فائقة السرعة من أن تكون فعالة وضمن معدل أسعار معقول يوازي السعر الذي يدفع اليوم في درجة سفر رجال الأعمال في الخطوط الجوية المشهورة.
على صعيد ديناميكية الهواء، خضعت الطائرة لأكثر من ألف اختبار نفق هوائي لاختبار تأثير حركة الهواء على جسم الطائرة، وهي تتميز بثلاث ميزات لديناميكية الهواء محسّنة عن طائرة الكونكورد:
أولاً، تقنية تصميم جسم الطائرة مستخدمة للحد من سحب الطائرة في السرعات القريبة من سرعة الصوت والسرعات التي تتجاوز سرعة الصوت، إذ تتميز الطائرة بتصميم لطيف في المقصورة الخلفية، حيث الأجنحة أسمك، ما يحد من التقاطع والاضطرابات في الهواء.
ثانياً، إن مركز رفع الحركة الخلفي في ذيل الطائرة يخلق تحديات في التوازن والسيطرة عندما تتزايد سرعة الطائرة. وللتخفيف من هذا التحول، تضع الشركة امتداداً للجناح يتمدد نحو مقدمة الطائرة ليؤمن توازناً طبيعياً عبر مجموعة واسعة من السرعات. في الإقلاع والهبوط، يولد هذا الامتداد دوامة مستقرة من الرياح فوق الأجنحة، ليزيد قوة الرفع ويحد من سرعات الإقلاع والهبوط.
وثالثاً، يتميز جناح بوم بتصميم ذي كفاءة عالية، وبعدم تماثل بسيط بين السطح العلوي والسفلي وحافة خلفية مرتدة الى الوراء. تخفف هذه الحافة من الاحتكاك والجر الناجمين عن كسر سرعة الصوت وتساعد على تخفيف الضجيج الناتج من سرعة الصوت.
على صعيد المواد المستخدمة، بالمقارنة مع الألومنيوم، يمكن تصنيع مركبات الكربون بكفاءة في أي شكل تقريباً، ما يسمح بتنفيذ تصميم ديناميكي هوائي مثالي في هيكل قوي وخفيف الوزن. وعلاوة على ذلك، تتعامل مركبات الكربون مع الحرارة والضغط الناتج من تجاوز سرعة الصوت بشكل أفضل من الألومنيوم.
عند الوصول إلى سرعة 2.2 ماك، تصل حرارة الأطراف الأمامية للطائرة الى 152 درجة مئوية و173 درجة مئوية في الأيام الحارة. إن طائرة الكونكورد المصنوعة من الألومنيوم تتمدد طولياً بسبب حرارة الطيران الناتجة من تجاوز سرعة الصوت، في حين أنه في طائرة بوم تتمدد مركبات الكربون أقل بكثير مع الحرارة، ما يسمح بتصميم أخف وزناً. أما على صعيد الدفع، فتحتوي الطائرة على 3 محركات نفاثة، كل محرك لديه نظام منفث متغير الهندسة.