أصدرت منظمة «مراسلون بلا حدود» اليوم، تقريرها السنوي بخصوص «تصنيف حرية الصحافة لعام 2017»، اعتبرت فيه أن هذا العام لم يسبق أن حمل مؤشر حرية الصحافة هذا المستوى العالي من التهديد، مع إنضمام 3 دول جديدة تصدرت ذيل القائمة: بوروندي ( أفريقيا- مرتبة 160)، مصر (161) والبحرين (164)، علماً أن هذه القائمة باتت تضم 21 دولة وصفت المنظمة أوضاع الصحافة فيها «بالخطرة للغاية».
إذاً، حصدت بوروندي المرتبة الأخيرة من هذا التصنيف، ووضعتها المنظمة العالمية ضمن «المنطقة السوداء»، بسبب حملات الإعتقال والإضطهاد التي يتعرض اليها الصحافيون هناك. كما نالت كل من مصر والبحرين، حصتهما في «القائمة السوداء» بسبب زجهما للصحافيين في السجون، والإبقاء على العديد منهم وراء القضبان. على سبيل المثال، لا يزال المصور المصري محمود أبو زيد، معتقلاً بسبب تغطيته للتدخل الأمني لتفرقة إعتصام نظمته جماعة «الإخوان المسلمين». كذلك منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، يقبع الصحافي إسماعيل الإسكندراني في السجن، رغم صدور قرار بالإفراج عنه. اعتبر التقرير أن نظام عبد الفتاح السيسي «يحكم سيطرته على سدة الحكم بقبضة من حديد»، ويحاول الإجهاز على «التعددية الإعلامية».
في البحرين، ومنذ العام 2011 تاريخ الإنتفاضة هناك، ما زال النظام البحريني كما يسرد التقرير «يستخدم الرقابة سلاحاً ليمنع أي محتوى صحافي من النشر»، ويتهمه «بتهديد البلاد». كذلك يكرر اعتقالاته للناشطين والصحافيين على رأسهم نبيل رجب «رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان».
بعد مصر والبحرين، وبحسب التقرير السنوي، احتلت كوريا الشمالية ذيل الترتيب، بسبب «مراقبتها الدقيقة للمعلومات المتاحة للصحافة الأجنبية»، كما وصف التقرير هذا البلد بـ «الديكتاتورية التقليدية التي تعيد الى الأذهاب زمن الحرب الباردة».
يضخ التقرير وكما هو واضح، ثقله على ما أسماها «الأنظمة الشيوعية» التي ينتمي أغلبها الى بلدان «الإتحاد السوفياتي» سابقاً. يصف التقرير هذه البلدان بـ «الواقعة تحت حكم طغاة مصابين بجنون العظمة»، وبأنها تقمع حرية الإعلام «كما يحصل في أذربيجان». ومن بلدان آسيا، ينتقل الى كوبا البلد الذي «يعيش تحت نظام شيوعي على الطراز السوفياتي»، واصفاً إياها بـ «الدولة الأكثر عداء لحرية الصحافة في منطقة الأميركيتين».
وإنتقالاً الى الشرق الأوسط، ركز التقرير على إيران التي احتلت المركز 165 وعلى اعتقالاتها لعشرات الصحافيين «بشكل تعسفي»، وضمن أحكام «لا تمت للإنسانية بصلة». هنا، كدنا نجزم بأن المنظمة الدولية استثنت السعودية من القائمة والنقد، كما جرت العادة، الا أننا لاحظنا ذكر المملكة، لكن بطريقة سريعة وعرضية، مع ذكرها إعتقال الناشط رائف بدوي وتنفيذ حكم الجلد بحقه، واصفة هذا العمل بأنه «عودة الى قوانين القرون الوسطى».
في سوريا، التي وصفها التقرير بأكثر «الدول فتكاً بحياة الصحافيين»، ألقى اللوم على التقصير في إتخاذ أي إجراء يحمي الصحافيين. أما اليمن التي انخفض فيها عدد الصحافيين القتلى خلال العام الماضي، ما زال هؤلاء معرضين للخطر كما نّبهت «مراسلون بلا حدود»، كما في ليبيا التي يواجه فيها الصحافيون الأخطار التهديدات «وسط إفلات تام من العقاب».
يختم تقرير «تصنيف حرية الصحافة لعام 2017» بالحديث عن تركيا «البلد الأكثر قلقاً»، سيما بعد محاولة الإنقلاب في تموز (يوليو) الماضي، مما أتاح للنظام الحاكم فرض حالة طوارىء وتصفية «العشرات من وسائل الإعلام»، و«الإجهاز» بالتالي على ما بقي من تعددية إعلامية.