مع اقتراب اليوم المئة من ولايته، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تسجيل أكبر عدد نقاط ممكن، من خلال اتجاهه نحو تحقيق تسوية مع الديموقراطيين في الكونغرس بشأن الأمن على الحدود مع المكسيك، والكشف عن إصلاح ضريبي تاريخي.
وبدأ البيت الأبيض إعداد محصلة للأيام المئة الأولى، معدّداً إنجازات الزعيم الجمهوري وهي: توقيع 30 مرسوماً، وإصدار 28 قانوناً، وخفض عدد الوافدين من المهاجرين غير الشرعيين، وإجراء 38 مكالمة هاتفية مع زعماء أجانب. غير أنّ المحصّلة الحقيقية على الصعيد الداخلي ضئيلة. فقد فشل اثنان من مشاريع ترامب الرئيسية ووعوده الانتخابية، وهما الإغلاق الجزئي للحدود، وإلغاء قانون «أوباماكير» للرعاية الصحية.
فضلاً عن ذلك، واجه ترامب عراقيل في تنفيذ قراره التنفيذي القاضي بمنع مواطني ست دول مسلمة من الدخول إلى الولايات المتحدة. كذلك أوقفت محكمة أميركية في سان فرانسيسكو، أخيراً، أمراً تنفيذياً بحجب التمويل الاتحادي عمّا تسمى «مدن الملاذ» التي لا تتعاون مع جهود مكافحة الهجرة. لذا، حتى الآن، وحده تثبيت تعيين القاضي المحافظ نيل غورسيتش، في المحكمة العليا، يُشكّل إنجازاً مؤكداً لترامب.
في موازاة ذلك، يعتبر الأسبوع الحالي محورياً في الولايات المتحدة، لأنه يتحتّم على الكونغرس أنّ يقرّ خلاله موازنة قبل يوم الجمعة المقبل منتصف ليل 28 نيسان، في موعد يصادف اليوم المئة لتنصيب الملياردير الجمهوري رئيساً. وبعد هذا التاريخ ينقطع تمويل الدولة الفدرالية التي قد تضطر إلى إغلاق إداراتها، في شلل مذلّ للسلطات الجمهورية الجديدة.
وتملك الأقلّية الديموقراطية في مجلس الشيوخ سلطة عرقلة فعلية هدّدت باستخدامها، إذا أصرّ الرئيس على تضمين قانون الموازنة قروضاً مخصّصة لبدء تشييد الجدار على الحدود مع المكسيك. لكن مع اقتراب نهاية المهلة، بدا أنّ ترامب وافق على تسوية، إذ نقل صحافيون محافظون استقبلهم الرئيس في البيت الأبيض، مساء الاثنين، أنه قد يكون قَبِل بفكرة إرجاء مسألة تمويل الجدار. وعلى الفور سارع القادة الديموقراطيون إلى إعلان انتصارهم.
وصرّح السيناتور تشاك شومر بأن «سحب ترامب للجدار عن طاولة المفاوضات جيد للبلد»، في موقف كرّرته زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي.

إنجاز ترامب الوحيد هو تعيين قاضٍ في المحكمة العليا


من جهته، لم ينفِ ترامب أو يؤكد تراجعه، مكرّراً أن «الجدار سيُشيّد». وقال: «لدينا كل الوقت اللازم»، لافتاً إلى أن الجدار سيُبنى قبل نهاية ولايته الأولى. ولكن في الواقع، بدا أن تسوية تتبلور من خلال تصويت النواب على تمويل لتشديد أمن الحدود، بنشر طائرات بلا طيار وأدوات استشعار أو سواها من الأدوات التكنولوجية، عوضاً عن قروض بناء الجدار نفسه.
المشرّعون من كلا الحزبين أعربوا عن ثقتهم بالتوصل إلى اتفاق قبل موعد إقرار الموازنة. «نأمل أن نتوصل إلى اتفاق في وقت ما خلال اليومين المقبلين»، قال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل، من دون أن يلغي فكرة التمديد لفترة بسيطة من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي. ويأتي كلام ماكونيل في وقت لا تزال فيه هناك عراقيل عدّة قائمة، خصوصاً في ما يتعلق بالمدفوعات المرتبطة بالرعاية الصحية، والتي لا يزال مصير بعضها متوقفاً على التوصل إلى اتفاق بشأن قانون جديد. وقد تمكّن الديموقراطيون من تحويل هذا الأمر لمصلحتهم، مطالبين بأن تستمر الحكومة بعملها في هذا المجال.
من جهة أخرى، يبدو اقتراب مهلة المئة يوم مبرراً للإعلان عن كشف مشروع إصلاح ضريبي قدمه ترامب على أنه «أضخم تخفيض في الضرائب في التاريخ على الأرجح». ويقضي التعديل بتخفيض ضريبة الشركات، البالغة حالياً 35 في المئة، إلى 15 في المئة، على ما وعد الرئيس الجمهوري أثناء حملته.
وكرّر وزير الخزانة ستيفن منوتشين القول إن هذا التعديل الضريبي «سيموّل نفسه بفضل النمو» الذي وعدت إدارة ترامب بأن يبلغ 3 في المئة (عوضاً عن 1.6 في المئة في 2016). لكن في هذه النقطة أيضاً تبدو المعركة المقبلة في الكونغرس شرسة. فالقادة الجمهوريون سبق أن أقرّوا أن الجدول الزمني المحدّد لتبنّي التعديل قبل شهر آب يتعذّر تنفيذه.
(الأخبار، أ ف ب)