البُلَهاءُ يُعَزّون أنفسَهم بالقول: «مَن يضحكْ أخيراً... يضحك كثيراً».
بالتأكيد:
في يومٍ ما، «أحدٌ» ما سيضحك...
لعلّهُ «هو»، أو لعلّهُ «أنت».
لكنْ، أيّاً كان ذاك الذي سوف يضحك (هو أو أنت),
كيف لي أنْ أُثْبِتَ لكما (أنت وهو)
أنّ كلَّ ما أراهُ منذ الآن:
«واحدٌ» يضحكُ
و«جميعٌ» يبكون.

كيف لي؟...
خُذها مني إذاً! خذها مني:
في الحرب (في نهايةِ كلّ حرب)
مَن يضحكْ أخيراً... يضحك وحيداً.
في الحرب (دائماً في الحرب)
مَن يضحك أخيراً... لن يضحكَ أبداً.
7/8/2016

قِدِّيسو الجرائم



«الـمُتَأَنْسِنون»، الأوغاد، صُنّاعُ الحروبِ وتجّارُها وفقهاؤها والحالمون بإحرازِ أوسمةِ النصر في ميادينها...
لكي يُطهِّروا ضمائرَهم وأيديهم من أقذارها، ويَتبرّؤوا من دماء ضحاياها
يَتحدّثون دائماً عن «جرائم الحرب».
يتحدّثون، ويُشَهِّرون، ويرتكبون... ويَـنجون.
وحدهم الأبرياء... الأبرياءُ الخائفون (الخائفون على الحياة أو الخائفون منها)
وحدهم يعرفون أنّ أفظع جرائم الحرب... هي «الحربُ» ذاتها.
يعرفون... ويموتون.
10/8/2016