صحيح أن عباس جعفر (الصورة) لا يعدّ ممثلاً، لكن حضوره على الشاشة محبّب وخفيف. إذ يطلّ الشاب في برنامج b.b.chi الذي يعرض كل أحد على قناة lbci، ويلوّن العمل التلفزيوني الساخر بفيديوهات متنوّعة بين الاجتماعية والسياسية. إلتحق عباس بفريق برنامج «شي.أن.أن» (عرض سابقاً على قناة «الجديد») قبل نحو 4 سنوات، وثم إنتقل مع سلام الزعتري ورفاقه إلى lbci.
يشكّل الشاب علامة فارقة في البرنامج ليس بشكله أو الموهبة التي يملكها، بل لكنته البعلبكية التي يحافظ عليها. يتمّ تداول فيديوهات جعفر على صفحات السوشيال ميديا، وكان آخرها «فوكس بوب» يسأل الفتيات في الشارع عن رأيهن بالزواج من النائب سامي الجميل أو «رئيس التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل. فيديو ساخر من الحياة السياسية التي نعيشها اليوم، ليفوز الجميل في النهاية بأكبر عدد أصوات من الفتيات المؤيدات له. يبدو الشاب على طبيعته في تقديم فقراته الساخرة بلهجته كما هي من دون أيّ تعديل. ربما يجد البعض أن على عباس أن يتخلى قليلاً عن لكنته، لكنه يجيب في حديث لـ «الأخبار» بالقول إنه عندما يخفّف من لكنته، يبدو إصطناعياً. يقول «ما فيي إحكي الا لهجتي. وليه بدي غيّر أصلاً؟ مثلاً حاولت مرّات كتيرة احكي بيروتي بس ما ظبطتت معي طلعت مش أنا». عن مشاريعه التمثيلية، يكشف أنه شارك في فيلم «بغمضة عين» (كتابة هيام أبو شديد وإخراج سيف الشيخ نجيب وإنتاج شركة Falcon Films) الذي عرض أخيراً في الصالات. كما ينشغل بتصوير عمل سينمائي جديد يرفض الكشف عنه. لكن لماذا غالبية فيديوهاته تدور في فلك زراعة الحشيشة؟ يقول جعفر «لست مع تدخين الحشيشة، أنا مع تشريعها للافادة منها في المجال الطبي. فليشرّعوها في لبنان!». على الضفة الأخرى، يدخل جعفر أخيراً مجال الاعلانات ويطلّ قريباً في مجموعة إعلانات متنوّعة تعود لمطاعم ومحلات ألبسة. يستحق عباس جعفر أن تُقدّم له فرصة لإبراز مواهبه، ولو أعطيت له أدوار أخرى غير البعلبكي قد ينجح بها. شاب مميّز بعفويته وطبيعته أمام الكاميرا، والأهم من كل هذا أنّه ليس مصطنعاً، بل يعيش التمثيل كما في حياته اليومية.