في حلبا العكارية، «مرجعية» لمحبي السبحات وهواتها. شغف فريد الأشقر وخبرته في الأحجار الكريمة النادرة جعلاه مقصداً لكثيرين من محبي اقتناء «المسابح»، طلباً لاستشارة أو لـ «تسعير» قطع يملكونها.
الشغف والهواية اللذان ورثهما عن والده مكّناه من إنجاز سبحات كثيرة بألوان وأحجام مختلفة، فقرر تحويل الهواية إلى صنعة. افتتح محله عام 2004 وسريعاً ذاعت شهرته كأبرز الحرفيين في هذا المجال. يستورد المواد الأولية من تجار في رومانيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها. ويقول إن «بعض المسابح استغرق جمعها سنوات. فنحن نشتري الأحجار ونعمل على نحتها، ما يتطلب أشهراً من العمل المتواصل، ليتراوح سعر الغرام بعد التنفيذ بين دولارين و200 دولار». في محله سبحات بأشكال وأحجام وأنواع متعددة (عاج، عنبر، مسكي، مرجان....) إلى جانب تحف مصنوعة من العاج. لكن تبقى أبرزها «مسبحة» استغرق إنجازها سنوات ويطمح إلى أن تحمل شهرته إلى العالمية. «المسبحة مصنوعة من حجر الكوربي المسكي الألماني، وهي الأطول في العالم والأكثر وزناً»، بحسب الأشقر، إذ يبلغ طولها 3500 سنتم ووزنها 17325 غراماً، وقطر الحبة الواحدة ثمانية سنتيمترات.
«فخر صناعة» فريد الأشقر دفعه إلى التواصل مع المسؤولين عن موسوعة «غينيس» العالمية للأرقام القياسية. أكد له هؤلاء أن «المسبحة» هي، بالفعل، «الأكبر والأثقل وزناً في العالم». لكن أمله خاب لأن «لا فصيلة للمسابح لدينا»، واعدين بالتواصل معه «فور إدخال هذا النوع من العمل الحرفي في الموسوعة». في انتظار ذلك، تبقى «غينيس» حلم «صانع المسابح» العكاري.