لن تكون اليوم، الساعة 21,45 بتوقيت بيروت، أي نتيجة مستبعدة بما فيها إمكانية فوز أتلتيكو مدريد على جاره اللدود ريال مدريد في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب "فيسنتي كالديرون"، لكن ما هو مستبعد، حتى لو تحقق الفوز، أن يتأهل "الروخيبلانكوس".
ذلك أنه يحتاج إلى رباعية نظيفة لتحقيق مبتغاه، وهذا ما يبدو صعباً أولاً إزاء الصورة السيئة التي ظهر عليها في الذهاب، حيث بدا شبحاً لذلك الفريق المقاتل بشراسة وخصوصاً أمام جاره، بل على العكس كان بلا حيلة ومستسلماً، وثانياً إزاء موسمه الصعب ككل، إذ تجدر الإشارة إلى أن طريقه كانت ممهدة إلى هذا الدور في "التشامبيونز ليغ" على عكس الفرق الكبرى الأخرى، أما في "الليغا" فإنه يعاني هذا الموسم على نحو واضح، وثالثاً إزاء قوة واستعداد الريال تحديداً في هذه الفترة التي يمرّ بها فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان بانتعاشة على صعيد الأداء والنتائج، وخصوصاً أن قوّته التي ميّزته عن البقية تكمن في امتلاكه فريقاً ثانياً بكل ما للكلمة من معنى على مقاعد البدلاء جاهزاً لتعويض الغيابات في كل المراكز وكذلك إراحة العناصر المؤثرين في بعض المباريات، ما جعل الفريق حاضراً بدنياً بشكل ممتاز ومتفوّقاً على البقية في هذا الجانب.
لكن خروج أتلتيكو مدريد في هذا الموسم من نصف نهائي البطولة لن يكون عابراً هذه المرة بعدما تمكّن من الوصول إلى النهائي مرتين في 2014 و2016 وخسرهما أمام الملكي نفسه، إذ من المتوقع جداً حتى لا نقول مؤكداً أن يتغيّر شكل الفريق في الموسم المقبل ويفقد الكثير من قوته التي تراجعت أصلاً هذا الموسم، إذ ليس خافياً أن النجم الفرنسي أنطوان غريزمان والمدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني بدآ بحزم حقائبهما استعداداً لمغادرة مدريد، إذ إن الأول مطلوب في العديد من الفرق وفي مقدمها مانشستر يونايتد الإنكليزي، والثاني في إنتر ميلانو على وجه التحديد لقيادة المشروع الجديد بإعادة فريقه السابق إلى أمجاده الغابرة.
بالنسبة إلى غريزمان، فإن رحيله المتوقّع سيشكّل فراغاً كبيراً، إذ إن هذا اللاعب يعدّ النجم الأول في أتلتيكو حالياً وصاحب الحلول عندما تتعثّر الأمور، لكن الأكثر تأثيراً هو أن يرحل سيميوني عن "روخيبلانكوس"، إذ إن قوة الفريق تكمن في الفلسفة التي رسّخها هذا المدرّب الفذّ والتي تقوم بالدرجة الأولى على التحفيز والقتالية وبثّ روحية الفوز وهذا ما أثبته في دوري الأبطال بعدما اعتقد كثيرون أن وصوله الأول إلى النهائي كان "فلتة شوط".
هذا السيناريو في حال حدوثه، المتوقّع جداً والذي ستكون له ذيوله الوخيمة على أتلتيكو، يعيد التذكير للمفارقة بفريق إسباني آخر عاش هذه التجربة على نحو مطابق حتى الغرابة، ألا وهو فالنسيا، الذي تمكّن من الوصول إلى نهائي "التشامبيونز ليغ" عامَي 2000 و2001 وخسرهما للمفارقة أمام ريال مدريد ثم بايرن ميونيخ الألماني على التوالي ليفقد في صيف العام الثاني نجمه الأول غايزكا ميندييتا الذي انتقل إلى لاتسيو الإيطالي، ثم أُعير لبرشلونة. وللمفارقة مدربه الأرجنتيني أيضاً هيكتور كوبر صاحب الإنجازَين، والمفارقة أكثر أنه انتقل إلى إنتر ميلانو ليخسر فريق "الخفافيش" أهم عنصرين فيه ويبتعد عن المنافسة في الساحة الأوروبية.
فهل يعيد الزمن نفسه مع أتلتيكو؟