كان ملتفاً أن تستثمر النجمة السورية شكران مرتجى صفحتها الشخصية للحديث عن ذكرياتها في «المعهد العالي للفنون المسرحية»، كنوع من الرد عما يدور من مشاكل في أورقة الصرح الأكاديمي المعروف، إلى درجة إلغاء الإدارة مشروع تخرج دفعة السنة الرابعة التي بالغت في الإساءة. هكذا، ابتعدت نجمة «المفتاح» (خالد خليفة وهشام شربتجي) في كلامها عن التسرّع،
وعن لغة الاستعراض المجاني، وجافت فعلياً أي رغبة في استقطاب شهرة إضافية، أو اللعب على دغدغة مشاعر طلاب ما زالوا في سن لا يمكن الرد على سلوكياتهم سوى بالصدق وليس بالتهويل وتكبير الاشياء في رؤوسهم و«رش القنبز» كما يقال في المثل الشعبي الدارج! هكذا أوصلت شكران رسالة مختصرة تنطوي على ضرورة احترام المدرس ووضعه في مقام القديسين، وحكت عن علاقتها بأمهر أساتذتها فايز قزق، وصرامته في فرض الدوام دون أن يمنع الطالب عن تواجده اليومي سوى الموت! المفارقة أنه في هذه الأثناء، تلعب مرتجى دور بطولة أمام أستاذيها في المعهد غسّان مسعود وفايز قزق في مسلسل «ترجمان الأشواق» (عن فيلم لمحمد عبد العزيز، كتابة بشار عباس، إخراج محمد عبد العزيز). إذ يلعب قزق شخصيّة كمال «اليساري الذي ما زال وفيّاً لمبادئه وقناعاته، لكن موجة التغيير لطمته إلى ما لا يشتهي، وإذا به يبحث اليوم عن قيمٍ تتساقط أمامه، ولا يملك أن يفعل لها شيئاً».
وتنطلق يوميات الرجل من حضن امرأتين، أوّلاهما «وصال» (شكران مرتجى) وهي زوجته وصديقة صديقيه «نجيب» (عباس النوري) و«زهير» (غسان مسعود). تعمل «وصال» في توثيق وترميم المخطوطات الأثرية، «المهنة التي لم يتم التطرق لها من قبل في الدراما السورية»، وتعيش صراعاً قاسياً مع السرطان. وسنشاهد عبر حلقات العمل ما طرأ من تغييرات على علاقتها مع أسرتها، والعلاقة الخاصة الني تربطها بوالد زوجها المصاب بالزهايمر.
مرتجى ستظهر في العمل بإطلالة جديدة، وقد ارتأت بعد التشاور مع المخرج ضرورة قص شعرها كونها مريضة سرطان، وأهدت هذا الدور إلى روح الراحل نضال سيجري قائلةً: «عندما قرأت النص لم يخطر في ذهني إلا وجهه»