وصلت البطولات الأوروبية الوطنية إلى نهايتها، باستثناء بقاء مرحلة أخيرة في الدوري الإيطالي. أُسدل الستار على موسم طويل وشاق ومتعب. المشهد الأخير كان ممزوجاً بالدموع واللحظات المؤثرة. دموع فرح هنا على ألقاب ومشاركات في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، ودموع أسى هناك على فقدان ألقاب وهبوط من دوري الأضواء. وفي قلب هذا المشهد، وقف لاعبان كبيران يودّعان اللعبة بعد مسيرة حافلة اختتماها على منصة التتويج، والحديث هنا عن القائد التاريخي لبايرن ميونيخ الألماني فيليب لام وزميله الإسباني شابي ألونسو.
أشياء كثيرة تُحكى عن هذا الموسم؛ ومن بينها عن نجوم خيّبوا الآمال بعدما كانت التوقعات تشير إلى أنهم سيسلكون طريق التألق وإذا بهم يحصدون الانتقادات.
البداية طبعاً من الفرنسي بول بوغبا أغلى لاعب في العالم بعد انتقاله القياسي من يوفنتوس الإيطالي إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي في الصيف الماضي مقابل 105 ملايين يورو (120 مليون دولار مع الحوافز)، ما وضعه في الواجهة لتقديم أداء يثبت أحقيّته بهذا المبلغ الذي لم يسبق أن شهدته الساحرة المستديرة، إلا أن المحصّلة جاءت مخيبة تماماً، إذ إن الفرنسي لم يكن عنصراً فعالاً ولم يقدّم الإضافة في تشكيلة يونايتد على الصعيدين الدفاعي والهجومي وصناعة اللعب بعدما كان أحد نجوم الموسم الماضي في الدوري الإيطالي.

فرق شاسع بين ما قدّمه
بوغبا المليونيّ ومواطنه كانتي أفضل لاعب في إنكلترا


يكفي هنا للدلالة على ذلك المقارنة بين ما قدّمه بوغبا وما قدّمه زميله في المنتخب الفرنسي نغولو كانتي الذي لم يكلّف خزينة تشلسي سوى 35 مليون يورو والذي يبتعد عنه كثيراً لناحية الشهرة والأضواء، إلا أن الأخير قدّم أداءً خارقاً وموسماً رائعاً شكّل فيه عنصراً أساسياً في تتويج فريقه باللقب، والأهم أنه نال جائزة أفضل لاعب في البطولة الأقوى في العالم.
وإذا ما بقينا في مسرح الأحلام «أولد ترافورد» فإن لاعباً آخر فقد الكثير من رصيده هذا الموسم وهو واين روني الذي لم يعد ذلك المهاجم الذي يرتعد الحراس أمامه، حيث بدا عاجزاً عن منافسة زملائه في خط المقدمة الوافد الجديد المخضرم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والشابين ماركوس راشفورد والفرنسي أنطوني مارسيال، ما جعله يفقد في مرات كثيرة ثقة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو لتُرسم علامات الاستفهام والسؤال حول مستقبله أو حتى جدوى بقائه مع الفريق.
وفي إنكلترا أيضاً، لكن في لندن، لا يمكن القول إلا أن موسم الألماني مسعود أوزيل مع أرسنال للنسيان. صحيح أن لاعب ريال مدريد الإسباني السابق حسّن معدّله التهديفي هذا الموسم بتسجيله 8 أهداف، إلا أن المطلوب من هذا النجم هو أكثر بكثير. ما يطلبه اللندنيون من أوزيل أن يكون القائد الساحر الذي يوصل فريقهم إلى منصات التتويج، إلا أن الألماني لا يزال «كسولاً» في هذه المهمة تماماً كما في أدائه البطيء في كثير من الأحيان، ليصاب أوزيل بخيبة على الصعيد الشخصي أيضاً بعدم دخوله في التشكيلة المثالية للبطولة مجدداً، وهو الذي كان متوقعاً منه عند وصوله إلى إنكلترا أن يحصد جائزة أفضل لاعب في دوريها.
وختاماً، فإن جائزة «اللاعب الأفشل» في موسم البطولات الأوروبية الوطنية لن تحتاج إلى جهد لاختيار الفائز بها ألا وهو توماس مولر مهاجم بايرن ميونيخ. أقل ما يقال إن الموسم الحالي كان كارثياً له. مولر بدا شبحاً لذلك المهاجم الذي لا يرحم أمام المرمى والذي كان مانشستر يونايتد يقاتل لضمه ليغيب عن السمع تماماً هذا الموسم ويفقد ثقة مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي في محطات كثيرة، حيث يكفي القول إنه سجل 5 أهداف فقط في «البوندسليغا» هذا الموسم، بينما زميله في الهجوم البولوني روبرت ليفاندوفسكي سجل 30 هدفاً، أي بفارق 25 هدفاً، تماماً كرقم قميص مولر!