الكباش السعودي- القطري، الذي وصل الى ذروته صباح اليوم، لم يكن وليد ساعات قليلة تلت ما روّج بأنها تصريحات مفبركة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في معرض مشاركته أمس في حفل «مجنّدي الخدمة الوطنية» في ميدان «معسكر الشمال»، نقلتها «وكالة الأنباء» القطرية.
هذه التصريحات يستنكر فيها «الحملة الظالمة» على قطر، وربطها بـ «الإرهاب»، ملمحاً الى دور السعودية، من دون أن يسميها بالقول إنّ «الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام». وأضاف: «لا أحد يحق له أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنّف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية». طبعاً، هذا الكلام نفته «الجزيرة»، والوكالة الرسمية، ودعتا الإعلام الى تجاهله، بوصفه يحتوي على «تصريحات مفبركة»، بسبب تعرّض الموقع للقرصنة، وكشفتا عن مباشرة التحقيق في ما حصل.
ورغم هذا النفي القاطع والمتكرر من قبل الجهات الإعلامية القطرية، الا أنّ «العربية»، راحت تحّول هذه التصريحات على شاشتها الى مجموعة أخبار عاجلة. كما تصدرت هذه التصريحات موقعها الإلكتروني كخبر أول. طبعاً، هذا الكباش بدأت ملامحه تتضح بعيد إنتهاء القمة الأميركية-العربية-السعودية، وتحديداً مع البيان الختامي الذي يصنّف «حماس» كجماعة إرهابية. رأينا سلسلة من المواقف الفردية تنتقد السعودية وترامب أيضاً، على لسان إعلاميين معروفين وموالين للإخوان المسلمين، من ضمنهم أحمد منصور، وفيصل القاسم. وها هي تصل اليوم الى حدها الأقصى، مع حجب «الجزيرة» في الإمارات، وتصنيف محتوياتها على أنها «لا تتطابق مع معايير هيئة تنظيم الإتصالات الإماراتية». كما حجبت السعودية قناة «الجزيرة» بنسختيها العربية والإنكليزية.
إضافة الى هذا الحجب، راحت «العربية» تنشر مجموعة تقارير تتهم فيها قطر بدعم «الجماعات المتطرفة» في سوريا واليمن وليبيا، وتستند الى مجموعة تقارير صحافية غربية من ضمنها صحيفة «واشنطن بوست»، التي طرحت في 2013 تساؤلات حول دور قطر في مكافحة الإرهاب مع دعمها «للقاعدة» وأخواتها. القناة السعودية ركزت على تمويل قطر لـ «جبهة النصرة» في سوريا، وأضاءت على كيفية «تسخير أموالها لتكون صوتاً للجماعات المتشددة» كما ورد في تقرير اليوم على موقعها الإلكتروني، واصفة ما يحصل اليوم بأنّه «إنقلاب السحر على الساحر». وفي معرض ردها على كلام أمير قطر الأخير، قالت إنّ «الإتهامات لم تأت من حلفاء قطر بل من «بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية».