يكفي لتيم حسن أن يقف خلف الكاميرا، ربما لو وقف صامتاً طيلة مسلسل كامل لحققت الوصفة نجاعتها. تكفيه الكاريزما التي تحوم حوله لتخلق الجاذبية اللازمة لأي دور يلعبه. يملك نجم «الانتظار» عيني صقر جارح، يعرف كيف يتلاعب بحدتهما، لتصبحا نظرة حمامة وديعة متى أراد.
قد تكون تجارب نسخ الأفلام ولصقها على شكل مسلسلات التي غرق فيها في السنتين السابقتين، قد سلبته شيئاً من بريقه الآسر، لكن أدواته الأصيلة سرعان ما تمنحه طاقة الإيقاع الخاص. هذا العام، يطل «شيخ الجبل» كرجل مافيا إن لم يحالفه الحظ بمادة رشيقة وتفاصيل مدروسة بالنسبة لتراتبية الحلقات الثلاث الأولى، من مسلسله «الهيبة» (تأليف هوزان عكو إخراج سامر البرقاوي ــ «mbc دراما» ــ mtv) لكنه يبدو هنا كمن يلعب في أرضه، وبين جمهوره. على يمينه، تؤازره القديرة منى واصف، فيما يجاريه من حوله بنديّة عالية كالممثل اللبناني عبدو شاهين، والممثل السوري الشاب سامر الكحلاوي. الأخير لا يعرفه أحد حتى الآن، لكن ربما سيتذكره الجمهور طويلاً بعد دوره هذا، من دون أن ينتبه غالبيتهم لدوره في «أهل الغرام3» (مجموعة كتاب ومجموعة مخرجين ــ 16:00 على ldc). يومها، انتهى النجم عابد فهد من تصوير أحد مشاهده، وتوجه مباشرة نحو الكحلاوي، كان يراه للمرة الأولى. أثنى على أدائه وطلب رقم هاتفه لمحاولة ترشيحه ودعمه في أماكن يستحقها. مرّت الأيام، ولعب الممثل الناشئ بطولة في مسلسل بائس اسمه «أمل» أنتجه تلفزيون «الآن» بمنطق تصفية الحسابات السياسية المعادي لجوهر الفن أصلاً. مرت طاقات نجمه من دون أن ينتبه لها أحد، فيما يطل في «الهيبة» بثباته، وأدائه اللهجة، وحرفته في اللعب على التفاصيل البسيطة كند حقيقي لمواطنه الذي يضيع أمام أي حضور، إن لم يكن قادراً على مجاراته. على أي حال، ما زال الوقت مبكراً للحكم على المسلسل، لكن إيقاع حلقته الأولى المشدود بعناية جعله يربح سريعاً نصيباً عريضاً من الجمهور!