رفعت قيادة «الحشد الشعبي» سقف أهدافها في «معركة مسك الحدود». فبعدما كان معبر القائم ــ البوكمال الهدف المعلن في المعركة القائمة، أعلنت قيادة «الحشد» أنها لن تقف عند هذا الهدف، في دلالة على أن معبر القائم «أصبح خلف ظهرنا»، بوصف قياديّ في «الحشد» في حديثه إلى «الأخبار»، ما يعني أن «المعركة ليست محدودةً بإطار داعش، إنما ضد الأميركي أيضاً، إذ نرفض أن يحتفظ بمنطقة أساسية من الحدود مع سوريا».
وحقّقت قوات «الحشد الشعبي»، أمس، إنجازاً نوعياً باستعادتها كامل قضاء البعاج، جنوبي غربي الموصل، وذلك في سياق عمليات «محمد رسول الله 2»، الهادفة إلى مسك الحدود العراقية ــ السورية. وبعد ساعات على انطلاق عملياتها الليلة، أعلنت قيادة «الحشد» في بيانٍ «تحرير قضاء البعاج بالكامل، بعملية نوعية انطلقت فجر هذا اليوم (أمس) من ثلاثة محاور بإسناد طيران الجيش العراقي».

المهندس:
القوات ستستكمل تقدّمها جنوباً مقابل
معبر التنف

وفي تصريح له، أكّد نائب رئيس «هيئة الحشد» أبو مهدي المهندس، أن «قوات الحشد ستلاحق الإرهاب خارج العراق، إذا كان يهدد الأراضي العراقية والأمن القومي»، مشيراً إلى أن «قوات الحشد ستعاون شرطة الحدود والجيش في مسك الأرض على الحدود».
وقال المهندس إن «قوات الحشد ستمسك جميع الحدود العراقية حتى جنوبي معبر الوليد بنحو خمسين كيلومتراً»، في إشارةٍ منه إلى أن قواته لن تكتفي فقط بمعبر القائم، بل إنها ستستكمل تقدّمها جنوباً حتى معبر الوليد، والذي يقابل معبر التنف في المقلب السوري، فتسيطر بذلك على نقطة التقاء الحدود العراقية ــ السورية ــ الأردنية، وعلى بعض من الحدود العراقية ــ السعودية.
وأوضح المهندس أن «من المفترض أن تكون شرطة الحدود والجيش العراقي موجودة في هذه المنطقة»، موضحاً أن «الحشد سيقوم بتحريرها بمعاونة شرطة الحدود، على أن يمسك الجيش العراقي بالحدود».
وجاء إعلان الأمين العام لـ«منظمة بدر» هادي العامري، أمس، مطابقاً لكلام المهندس، مشيراً إلى أن «الحشد مستمر في تطهير الحدود ــ العراقية السورية بشكل كامل، حتى معبر الوليد في محافظة الأنبار»، واصفاً العمليات القائمة بأنها «خيار عراقي بامتياز، ولا يتدخل أحد به». ولفت العامري إلى أن العراق «ينسّق مع كل من يقاتل الإرهاب، ويوجد في الحدود السورية».
وتكمن أهمية قضاء البعاج بوصفه «محميةً عسكرية لقادة داعش، ومقرّاً لإدارة الإرهاب غربي الموصل»، فهو «العاصمة السريّة للتنظيم وقلعته الحصينة، وهو نقطة الانطلاق الأولى لاحتلال الموصل»، إضافةً إلى أنه يُمثّل «عقدة مواصلات داعش في المناطق الصحراوية للموصل، والأنبار، وصلاح الدين».
وبسقوط قضاء البعاج بيد قوات «الحشد»، فإن الأخيرة وصلت نظرياً إلى الحدود الإدارية لمحافظة الأنبار، من الجهة الشمالية الغربية، وصولاً إلى نقطة التقاء القضاء بالمحافظة عند الحدود السورية، وهي في انتظار استكمال عمليات تطهير «الجيوب» الأخيرة للتنظيم في تلك المناطق، التي «لم يدخلها أحد منذ عهد (الرئيس السابق) صدام حسين، بوصفها خارج حدود العراق المفيد»، بتعبير أحد قياديي «الحشد». وأكّد في حديثه إلى «الأخبار»، أن «المسألة باتت مسألة وقت ليس أكثر، وخصوصاً أن التكتيكات الجديدة التي اعتمدناها في عمليات محمد رسول الله 2 أثبتت نجاعتها في ضرب إرادة القتال لدى المسلحين».
وقضت خطّة «الحشد» بمحاصرة القضاء من ثلاثة محاور، الأوّل هو المحور الشمالي، والثاني هو المحور الشمالي الشرقي، فيما كان الثالث من الجهة الجنوبية، حيث تمكّنت القوات من استعادة أكثر من عشر قرى وعشرات المزارع، إضافةً إلى تطهيرها الطريق العام الرابط بين ناحية العدنانية وقضاء البعاج بالكامل من العبوات الناسفة والمفخخات.
(الأخبار)