وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ظهر أمس، إلى السعودية، حيث كان في استقباله ولي العهد محمد بن نايف، في زيارة تستغرق يوماً واحداً، تلبيةً لدعوةٍ وجّهت إليه.وأكّد العبادي أنّ «العراقيين بصبرهم، ووحدتهم، وقواتهم تمكّنوا من تحقيق الانتصار، وتحرير المدن وتطهير أرضهم من عصابات داعش»، مشيداً في ختام أدائه مناسك العمرة بـ«بسالة القوات العراقية من جيش، وشرطة اتحادية ومحلية، وحشد شعبي، وبيشمركة وبقية الصنوف المقاتلة».

والتقى العبادي في مكة بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، حيث بحث معه تطورات الأحداث الإقليمية، وسبل تدعيم جهود دول المنطقة في مواجهة التحديات الأمنية التي يشكّلها الإرهاب والفكر المتطرف.
وكان المتحدث باسم مكتب العبادي سعد الحديثي، قد أشار إلى أن «الوفد العراقي سيبحث في قضايا التعاون المشترك بين البلدين في مجالات عديدة، منها تعزيز العلاقات السياسية بينهما، والتعاون الأمني بما يحقق الأمن المشترك»، لافتاً إلى أن العبادي «سيبحث أيضاً تطوير العلاقات الاقتصادية بين العراق والسعودية، وتوسيع آفاق المصالح المتبادلة على المستويات الاستثمارية، والصناعية، والتجارية، وبما يعود بالنفع على اقتصاد كلا البلدين».

يسعى العبادي
إلى تكريس «خطاب الاعتدال» واعتماد
منهج الوسطية

بدوره، قال النائب في البرلمان العراقي جاسم محمد جعفر، إن «الزيارة للسعودية ستتضمن الحديث عن قضية تعيين المملكة سفيراً لها بالعراق، والاستفادة من الرغبة الكبيرة لدى السعودية لإعادة العلاقات مع العراق». وأضاف: «ستتضمن الزيارة مناقشة آليات القضاء على الإرهاب، والمساعدة، التي من الممكن أن تقدمها المملكة، لإعمار المناطق المحررة (من سيطرة داعش)، من خلال مشاريع الدعم والمساندة»، إلى جانب «رغبة لدى السعودية في الاستثمار في بادية العراق الصحراوية وفي مشروع الأنبوب النفطي من العراق للسعودية». وكانت «الأخبار» قد ذكرت (العدد 3101) أن السعودية تجري ترتيباً لإقامة منطقة تجارة حرّة في مدينة عرعر السعودية الواقعة قرب الحدود العراقية، والتي تتطلع الرياض إلى أن يكون هذا المشروع غطاءً للعمل بصورة أكثر ديناميكية وأمناً مع مختلف المتعاونين في الداخل العراقي. ويسعى العبادي في زيارته إلى تكريس «خطاب الاعتدال»، واعتماد منهج الوسطية في التعاطي مع الأحداث وأزمات المنطقة، وإخراج العراق من الاصطفافات الإقليمية القائمة، وهو السبب الدافع للسفر اليوم، إلى العاصمة الإيرانية طهران.
ورأى السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، في زيارة العبادي أنها «ستشكل منعطفاً في العلاقات الاقتصادية بين البلدين»، مبيناً أن «العراق أصبح إحدى الدول المؤثرة على صعيد مكافحة الإرهاب». وسيغادر العبادي اليوم إلى طهران، حيث سيجري لقاءاتٍ عدّة، أبرزها مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، على أن يزور الكويت نهار غد، في ختام جولته الخليجية.
(الأخبار)